الشّاعر والكاتب احسن معريش من المؤلفين الجزائريّين الشغوفين بالتراث والأدب الامازيغي، خاصة الأدب الشعبي بما يحمله من حكم وأمثال والغاز. إصداراته كثيرة وهي بالغة الأمازيغية والعربية والإنجليزية والفرنسية، وفي خزاناته الكثير من المخطوطات تنتظر أن يفرج عنها للنشر...من خلال هذا الحوار يكشف احسن معريش لقرّاء «الشعب» عن شغفه الكبير بهذا الشق من الهوية الوطنية، وعن جديده الأدبي ومشاريعه القادمة تجمع بين الشعر والقصة والأمثال المستوحاة من التراث الأمازيغي.
- الشعب: المعروف عنك الشغف الكبير بالتراث الأمازيغي، وحرصك على البحث فيه وتدوين الكثير، من أين تجمع المادة الخام لإصداراتك؟
الكاتب والشّاعر أحسن معريش: انطلقت في عملية البحث في التراث الأمازيغي أول مرة داخل الوسط العائلي. أمي وأبي هما بمثابة مكتبتين مليئتين بالتراث والأدب الشعبي الأمازيغي، وأنا نشأت في محيط تستعمل ونتواصل فيه الأمثال والحكم والحكايات التي بنيت عليها ثقافة شعبية متنوعة. أيضا أنا من الذين يسافرون كثيرا عبر قرى منطقة القبائل، وتكون لي هناك دائما لقاءات عظيمة مع اناس كثيرين خاصة كبار السن، حيت أخذ كل وقتي معهم، وأدوّن كل ما يجودون عليّ به من معرفتهم وثقافتهم. وهكذا استقيت مكتبتي الكبيرة وخزان المادة الخام لإصداراتي.
- كان لك حضور متميّز في الطبعة 25 من الصالون الدولي للكتاب، الذي أقيمت فعالياته شهر مارس الماضي بقصر المعارض الصنوبر البحري، أين قدمت مجموعة جديدة من الإصدارات، ما هي المواضيع التي تضمنتها؟
شاركت في آخر طبعة من معرض «سيلا» بآخر إصداراتي المتمثلة في كتاب الألغاز والحكم، الذي يحمل عنوان «تقبايليت سين انزان» بمعنى «الأمثال والحكم القبائلية». الكتاب يحتوي على 7020 حكمة، قمت بجمعها من مناطق تيزي وزو، بجاية، البويرة، برج بوعريريج، سطيف وجيجل. ويعد هذا الكتاب الجامع لباكورة مجهودات 36 سنة من البحث والتدوين.
«ألغاز السيد معريش» هو الكتاب الثاني الذي شاركت به، ويحمل 500 لغز باللغة القبائلية من ابتكاري الشخصي، حيث تجدون في الصفحات الأخيرة منه الحلول والأجوبة لهذه الأحجيات، ترجمه إلى اللغة الفرنسية بعنوان
les 451devinettes
de Mr mariche
لغز والأجوبة في آخر صفحات الكتاب أيضا.
وكانت هناك أيضا أربع (4) مجموعات من لعبة البطاقات الورقية التي ابتكرتها، وتدور هي الأخرى حول التراث الامازيغي.
- ما هي المواضيع التي تحملها هذه المجموعات من البطاقات على وجه التحديد؟
تتعلق هذه البطاقات بالنسبة للمجموعة الأولى بالألغاز القديمة باللغة الامازيغية، وتحمل عنوان «تمس أعراق»، وهي تشبه كثيرا من حيت طريقة الاستعمال لعبة البطاقات للعائلة الجزائرية.
جاءت اللعبة الثانية أمثال بلغة الحيوانات تحمل عنوان «50 بطاقة»، فيها الحيوان صورته والمثل أو الحكمة الذي ينسب إليه، والمطلوب من الطفل أن يجد اسم الحيوان من خلال ما تحمل البطاقة من دلائل ورموز.
أما بالنسبة لمجموعة البطاقات الثالثة، فهي نسخة أخرى عن كتاب ألغاز السيد معريشن أعددتها باللغتين الامازيغية والفرنسية، 49 بطاقة تحمل الأسئلة والبطاقة الـ 50 الأجوبة.
- إلى أين وصل رصيدك الأدبي لحد الساعة؟
بلغ رصيدي اليوم 30 كتابا بأربع لغات الأمازيغية، العربية، الفرنسية والانجليزية، وأصدرت أيضا قرصين مضغوطين، يحمل الأول قراءة لقصائد مصحوبة بالموسيقى، ويحمل الثاني الألعاب الأربعة المذكورة أعلاه. هناك الكثير والكثير من الكتب التي تنتظر دورها لكي أصدرها. وأنا أخصّص كل وقتي في التراث الامازيغي الخاص بمنطقة القبائل.
- ما هو الجديد القادم؟
أنا بصدد إصدار كتابي «قلادة أفكار» باللغة الأمازيغية مع ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، هذا بالولايات المتحدة الأمريكية. هو ديوان شعري يحكي عن الحب والوطن والمرأة والأمل والعادات والتقاليد، سبق وأن صدر في الجزائر باللغة الأمازيغية، وترجم إلى الفرنسية والعربية. من جهة أخرى انتهيت من كتابة وتدقيق 21 مخطوطا جديدا بين ديوان شعري وكتب الألغاز والأمثال والحكم والقصص من التراث الامازيغي دائما في اللغات الأربعة الأمازيغية، العربية، الانجليزية، والفرنسية.
- تسعى المحافظة السّامية للأمازيغية جاهدة لإبراز قيمة اللغة الرسمية الثانية في البلاد والتعريف بالتراث الشعبي الأمازيغي، الذي يشكّل جزءاً من الهوية الوطنية، هل تتعامل معهم؟
أتعامل مع المحافظة السامية للأمازيغية مند 2004، وفي تواصل مستمر من خلال مشاركتي في عديد اللقاءات والملتقيات والأمسيات الشعرية. ومن هذا المنبر أثمّن المجهودات الكبيرة التي يقومون بها من أجل تدوين وتطوير اللغة الأمازيغية، والتعريف وحفظ التراث الأمازيغي العريق.
- هل فكّرت في الكتابة بإحدى اللّهجات الأمازيغية الأخرى؟
أظن أن لكل منطقة من مناطق الوطن التي تعرف لهجة أمازيغية ما، كتابها ومثقفيها وباحثيها والشغوفين بتراثها، وكل واحد يسعى جاهدا للتعريف بهذا الكنز التراثي..تجمعني صداقات وطيدة مع الكثير من المختصين في الأدب والتراث بمنطقة الشاوية ووادي ميزاب والأهقار. ومنطقة تيميمون وبني سنوي وغيرها من المناطق...كما أنني متخصص في الكتابة عن تراث منطقة القبائل، الأمر الذي يأخذ مني الكثير من الجهد والوقت.