استعادت مدينة البليدة بريقها الفني المفقود بمقاطع موسيقية جميلة، أطرب بها فنانون وفرق فنية الحضور بمجمع «برومو سيم» في إطار فعاليات الطبعة الخامسة لأيام المديح، والتي شاركت فيها جمعيات ناشطة تٌمثل مدنا عتيقة، ويتعلق الأمر بـ»الزيرية» من مدينة مليانة، «نسيم الصباح» من شرشال، «رحيق الأندلس» من وهران، بالإضافة إلى «المُطربية» من البليدة.
سهرات فنية متنوعة شهدتها التظاهرة، صنع من خلالها فنانون كبار أفراح سكان البليدة، فمحوا بها الألم الذي عايشوه بسبب جائحة كورونا، على غرار الفنانين حمزة عبار، عبد القادر شاعو، سمير لعلاق، نسيمة حفاف، وعبد القادر شرشام.
واللافت بأن جمعية «المطربية» شاركت بمواهب شابة في الموسيقى تقوم بتكوينهم في مقرها في شارع «باب الجزائر»، حيث تلعب دورا مهما في الحفاظ على الموروث الثقافي للمنطقة والطبوع الموسيقية التي تُعرف بها وأبرزها الأندلسي.
ويقول رئيس هذه الجمعية محفوظ العرباوي: «ارتأينا من خلال تنظيم أيام المديح في طبعتها الخامسة أن نعيد الحيوية لمدينة البليدة بعد خمول ثقافي، ومعاناة نفسية حقيقية جراء انتشار فيروس كورونا خلال سنتي 2020 و2021».
وأبرز المتحدث أن الهدف من خلال هذه التظاهرة هو الحفاظ على الموروث الثقافي وارساء التمسك بالموسيقى الأندلسية بين الأجيال، على اعتبار أنها جزء من الموروث الثقافي للبليدة ومدن أخرى في الجزائر مثل مليانة ووهران.
وحول نشاط الجمعية «المطربية»، أوضح المتحدث قائلا: «نقوم بصقل المواهب وتعليم العزف على كل الآلات الموسيقية مثل العود والبيانو، ولدينا أقسام من مختلف الفئات العمرية نقوم بتكوينهم في مقر الجمعية».
يٌشار إلى أن تظاهرة «أيام المديح» في البليدة نظمتها جمعية «المطربية» تحت اشراف مديرية الشباب والرياضة، وبالتنسيق مع مديرية الثقافة التي تشرف على إقامة سهرات فنية في جل بلديات الولاية كل أسبوع من أيام شهر رمضان.
والجدير بالذكر أن الرابطة الولائية للنشاطات الثقافية والعلمية للشباب تنظم سهرات فنية مماثلة في المديح الديني، الموسيقى الشعبية والأندلسية ومسرحيات كل يوم اثنين وخميس، منذ بداية الشهر الفضيل بمجمع «برومو سيم» وسط مدينة البليدة.
