صدر حديثا للكاتب الشاعر مباركي سعدي كتاب “رحلة الشاي - الشاي في الثقافة الحسانية من النازلة إلى العادة والتقليد” عن دار “جودة للنشر والتوزيع”، طرق فيه بابا جديدا، يتعلق بكيفية دخول الشاي إلى الثقافة الحسانية، وكيف أصبح عادة اجتماعية لها طقوسها وجلساتها وآدابها الخاص.
تنطلق فكرة الكتاب رحلة الشاي - حسب المؤلف - من أهمية ومكانة هذا المشروب الذي يسيطر على مساحة كبيرة جدا من حياة الفرد في المجتمع الحساني، حيث يعتبر عادة متجذرة تمارس طقوسها بشكل روتيني يومي، ولعلّ هذا من أهم الأسباب التي جعلتني أكتب عنه بهذا الشكل.
ولإبراز ما سبق ذكره، قام الكاتب أولا، بالتعريف بالشجرة الصينية كاميليا الجميلة التي تعتبر أوراقها المصدر الوحيد لمادة الشاي، ثم حاول أن يتتبع باختصار المسار والرحلة التاريخية لهاته المادة من الصين إلى أغلب دول العالم، وصولا إلى منطقة المجتمع الحساني المعني بالدراسة، ليقوم بعدها بحصر المعجم الاصطلاحي الشعبي الحساني الخاص بالشاي الذي يحوي الأدوات المستعملة والمواد والنكهات المضافة والأوصاف والنعوت المتخصّصة، لإبراز خصوصية هذا المجتمع في التعامل معه ولتدوينها وحفظها من الزوال، ثم تحدّث عن الشاي كنازلة مستجدة على المجتمع الحساني والاختلاف في حلّيته وحرمته مع ذكر أهم ما جاء في هذا الصدد.
كما تناول المؤلف، أدب الشاي في الثقافة الحسانية بكل أنواعه الشعر الفصيح، فنون النثر، الرحلة المقامة، الأمثال والحكم والأحاجي والطرائف مدعما ذلك بالأمثلة والنماذج.
وتطرّق الكاتب أيضا في إصداره، إلى أدبيات الشاي بين الماضي البدوي والحاضر المدني وأهم المتغيرات والظواهر المستجدة عليه.
والكتاب أخيرا مدعم بالصور التوضيحية الملونة، لتعين القارئ وتقرب إليه المعنى المراد وهو حلقة من حلقات سلسلة تدوين التراث الثقافي الحساني، ويأتي في الحلقة الثالثة بعد كتابيه “الإبل” و«منتخبات حسانية” الذي يضمّ مجموعة من المداخلات التي قدمها الشاعر مباركي سعدي في عدة محطات وملتقيات وطنية ومحلية.