احتفى، أول أمس، المجلس الأعلى للغة العربية بالمتوّجين بجوائز مسابقة «في حبّي للعربية» في طبعتها الأولى، التي تمّ الإعلان عنها شهر مارس المنصرم، في سياق مشاريع المجلس الأعلى للغة العربية الهادفة، وسياسته التي تعمل على تعميم استعمال اللغة العربية، وإبراز رونقها وروعتها، للارتقاء بها في أوساط العامة، وذلك تحت إشراف منسّقة اللقاء الشعري سناء رمضاني رئيسة دراسات، وبحضور كل من رئيس بيت الشعر الجزائري سليمان جوادي والدكتوران ناصر لوحيشي وحسين عبروس.
بهدف تشجيع المواهب الشّعرية وسط الشباب، وإعطاء الفرصة لهذه الفئة للتعبير عن حبهم للغة العربية بأشعار من تأليفهم، وكذلك من أجل تنشيط روح المنافسة الإبداعية بين الشّعراء للارتقاء بالحس الشعري والوصول إلى أبهى جاليات الشعر في مدح اللغة العربية، تمّ اختيار أفضل الشعراء، الذين تألّقوا بأجمل القصائد والكلمات والأبيات، لإلقاء شعرهم بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية المصادف لـ 18 ديسمبر من كل سنة.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية البروفيسور صالح بلعيد لـ «الشعب»، أنّ الحدث بمثابة عرس من أعراس اللغة العربية في يومها العالمي وفي شهرها الوطني، الذي أقرّه مؤخّرا رئيس الجمهورية تكريما للغة الضاد، لغة الحضارة والرقي الإنساني ومنارة الحصاد الفكري والمعرفي والإبداعي.
وقال البروفيسور إنّ اللّغة في الأصل متمثلة في الجانب الأدبي، «وعليه ارتأينا أن يقع التركيز على قضايا المهارات اللغوية، ليبقى الاستثمار في الشعر والأدب والمحاكاة والحكم والأمثال والمسكوكات اللغوية، من أجل أن نصل إلى الشعراء وخاصة المغمورين منهم لنشجّعهم على الإبداع أكثر في المتن اللغوي للغة العربية المعاصرة».
كما أضاف ذات المتحدث بأنّ نتائج مسابقة «في حبّي للعربية» أسفرت عن 10 أسماء من بين 39 مشاركا أثبتوا جميعهم عن جدارة بأنّهم شعراء لهم قدم راسية في أرض الشعر، من بينهم 06 شعراء من الجزائر، شاعرين من الجمهورية العربية السورية، وشاعر من جمهورية مصر العربية، وشاعر من الجمهورية اليمنية..، وافتكّت الجائزة الأولى الشاعرة سميرة بن عيسى، بينما عادت الجائزة الثانية إلى الشاعر أحمد بوفتحة، لتكون الجائزة الثالثة من نصيب الشاعرة لطيفة حساني.
وفي سياق متصل، عرف حفل توزيع الجوائز قراءات شعرية ومداخلات لكل من الأستاذ سليمان جوادي، الذي تناول كلمة باسم المحكمين، الذين أوكلت إليهم مهمة انتقاء الأعمال ودراستها والإجماع على تنقيط محتواها وتحديد العلامة النهائية المستحقّة، بالإضافة إلى مداخلة مقتضبة للدكتور ناصر لوحيشي استحسن، وشجّع من خلالها الأداء الشعري، كما لم يفوّت نظم أبيات عفوية وحصرية أهداها لكل عشاق «جلالة الملكة» اللغة العربية، ثم كلمة الدكتور حسين عبروس التي حملت في طياتها توجيهات للشعراء الشباب ونصائح في المتون الشعرية.
للإشارة، تمّ تكريم كل القائمين على المسابقة، على غرار التكريم الرمزي للفائزين الثلاثة، الذين حظوا بالجائزة المستحقّة مكتبة إلكترونية تضم كل منشورات المجلس الأعلى للغة العربية، كما توّجت أعمال المسابقة الشعرية «في حبّي للعربية» في كتاب جامع يحتوي على 54 صفحة، تضمّنت عناوين تغنّت باللغة العربية، وعلى غرار عناوين قصائد الشّعراء الجزائريّين الستة، كما أبى الشاعر عبد الكريم يحيى عبد الكريم من سوريا إلا أن ينادي على وطنه، وذلك من خلال قصيدة «وطن من الأشواق»، في حين تألّقت الشاعرة الدمشقية في قصيدة «مزون من لقاءات»، بينما فضّل ابن مصر المحروسة الشاعر أحمد شافع أن يخاطب القراء بقصيدة «صهيل الحروف»، أما ابنة اليمن السعيد الشاعرة انتصار حسن مشراح أرسلت للغة العربية دندنة وقف اليراع مهابا في جلالتها، وذلك في قصيدة عنوانها «لغة الفؤاد».