مـورد استراتـــيـجي لــتحــقــيـق الــتـنـمـية الاقـتـصــاديـة المسـتـدامة
الـتّـراث..مــكـوّن جــوهـري لــهـويــة الأمــة وصــانــع لمــسـتـقــبــلـها
الاقـتـصـاد المـعاصــر يـدمـج الـقيـم غير المـاديـة ضـمن مـقـومــات الإنتاج
تُولي الأمم قاطبة اهتمامًا بالغًا بالتراث، هذا الكنز الدفين الذي يمثل لبّ الهوية وذاكرة الشعوب، ونقشًا خالدًا لتاريخها عبر العصور المتعاقبة. فالتراث ليس مجرد أحجار صامتة أو رسوم باهتة، بل هو جسرٌ حيّ يربط الماضي العريق بالحاضر المتجدد، ويمتدّ ليُضيء دروب المستقبل.. إنه لغةٌ عالميةٌ راقية، تتجاوز حدود الجغرافيا واللغة، لتُرسّخ أواصر التواصل والتفاهم بين مختلف الأمم والثقافات.
إدراكًا لهذه القيمة الجوهرية، جعلت الجزائر من تراثها منطلقًا راسخًا لبناء نهضة شاملة، فالحفاظ على الموروث الحضاري ليس ترفًا، بل هو ضمانٌ حيويٌ للمستقبل، وصونٌ أمينٌ للروابط التاريخية والثقافية الفريدة التي تميز كل أمة عن سواها.
ويزخر وطننا بموروث ثقافي مادي ولامادي يمتد عبر التاريخ ويعكس عمق الهوية الوطنية، حيث تبذل الجزائر كافة الجهود في سبيل صون تراثها المتنوع وحمايته من الاندثار بطرق مستدامة، أثمرت عن تسجيل العديد منها على لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، في إطار الحفاظ عليه من الطمس أو الاستغلال غير المشروع، فضلا عن الترويج له للتعريف به داخل الوطن وخارجه، وكل ذلك يأتي من منطلق حرص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون على تعزيز آليات صون التراث الثقافي وتثمينه حماية للذاكرة الوطنية.
لم يعد الموروث الثقافي مجرد شواهد أثرية صامتة تحتل مكانًا في كتب التاريخ أو أروقة المتاحف، بل تحوّل إلى رافد اقتصادي حيوي. والجزائر، تعمل بإخلاص واقتدار على إدراجه ضمن مخططاتها التنموية الطموحة كمورد اقتصادي واعد، قادر على خلق الثروة وتوفير فرص العمل للشباب.
وليس من سبيل اليوم سوى الاستثمار الذكي في هذا الكنز الثقافي الذي يمكن أن يحقق مكاسب اقتصادية معتبرة للوطن، خاصة من خلال تنشيط السياحة الثقافية التي تُعزّز صورة الجزائر المنتصرة الرائدة، كما أراد لها آباؤنا الشهداء.