المختص في الشؤون الأمنية.. أحمد ميزاب لـ “الشعب“:

الجزائر شريك صناعي وأمني واقتصادي متعدد الأبعاد

حياة. ك

 إيطاليا من أبرز الداعمين للمقاربة الجزائرية بخصوص تسوية الأزمة الليبية

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية المختص في الشؤون الأمنية، الدكتور أحمد ميزاب، على أهمية التعاون السياسي والأمني بين الجزائر وإيطاليا، واعتبره أحد محاور الشراكة المتقدمة بين البلدين ويعكس تقاربا واضحا في الرؤى تجاه التحديات الإقليمية المشتركة.

تبرز أهمية التعاون، وفق تصريح ميزاب لـ «الشعب»، في تنسيق الجزائر بشكل وثيق مع إيطاليا في ملفي الهجرة غير النظامية ومكافحة شبكات التهريب والإرهاب، خصوصا في منطقة الساحل، وهو ما يترجم وعيا مشتركا بترابط الأمن في الضفتين.
في هذا الإطار، لفت ميزاب إلى أنه تم إنشاء لجنة أمنية مختلطة رفيعة المستوى سنة 2023، تعنى بتعزيز التنسيق الحدودي والبحري، وتبادل المعلومات الأمنية، ما ساهم في رفع مستوى الجاهزية والتعاون العملياتي بين البلدين. وأضاف، في السياق، أن إيطاليا تعد من أبرز الداعمين للمقاربة الجزائرية بخصوص تسوية الأزمة الليبية، وتشارك بانتظام في مشاورات سياسية مع الدبلوماسية الجزائرية حول تطورات الأوضاع في تونس ومالي والنيجر، ما يعزز العمل المشترك في إدارة الأزمات الإقليمية ضمن منظور قائم على الحوار السياسي واحترام السيادة. بالنسبة للأستاذ ميزاب، فإن الشراكة الجزائرية- الإيطالية تأخذ أبعادا استراتيجية، تتجاوز العلاقات الثنائية نحو تموضع أوسع في الفضاء المتوسطي والأفريقي، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت شريكا موثوقا ومحوريا لإيطاليا في مجال أمن الطاقة الأوروبي، وهو ما منحها موقعا متقدما في خارطة الشراكات الطاقوية الدولية، خصوصا في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعرفها أوروبا.
ويرى ميزاب أن هذا التحول الاستراتيجي أسهم في تعزيز تموقع الجزائر داخل جنوب أوروبا، في مسار مستقل عن التأثير الفرنسي التقليدي، وفتح أمامها آفاقا جديدة لتوسيع شراكاتها المتوازنة والمتعددة.
في هذا الإطار، قال ميزاب إن إيطاليا تعد من أبرز الداعمين لخطة الجزائر التنموية 2030، حيث شاركت بفعالية في تمويل ومواكبة مشاريع تعاون جنوب- جنوب في إفريقيا، بالتنسيق مع الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي، ما يعكس توافقًا في الرؤية حول دور الجزائر كفاعل إقليمي صاعد في المتوسط وإفريقيا.
فيما يتعلق بزيارة رئيس الجمهورية إلى إيطاليا، يؤكد ميزاب أنها تعكس إرادة سياسية واضحة للارتقاء بالعلاقات الجزائرية- الإيطالية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وتؤكد المكاسب المحققة، أن الجزائر لم تعد مجرد مورّد طاقي، بل شريك صناعي وأمني واقتصادي متعدد الأبعاد في عالم مضطرب. مبرزا أن هذه الشراكة تؤسس لنموذج جديد في التعاون الأورو- متوسطي يقوم على الاحترام المتبادل، المصالح المشتركة والتوازن الاستراتيجي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025
العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025
العدد 19829

العدد 19829

الثلاثاء 22 جويلية 2025