طابع موسيقي تقليدي يضرب بجذوره في عمق التاريخ، ليكون أحد التقاليد الفنية الراسخة بمنطقة «توات» بالجنوب الغربي للبلاد، يعرف هذا الفن الشعبي بـ»الطبل» أو «الشلالي»، توارثه أهالي منطقة «بلبالة» بولاية أدرار ومنطقة التوات بتميمون من جيل لآخر، ويحاول جيل اليوم الحفاظ عليه من الاندثار وإعادة الاعتبار له، من خلال مطالبة وزارة للثقافة والفنون بتصنيفه ضمن قائمة التراث اللامادي الوطني.
تأسّست منذ سنة الجمعية الثقافية «تواصل أجيال الشلالي»، بقصر «ودغة» بلدية «فنوغيل» بأدرار، من قبل مجموعة من الشباب يجمعهم حب التراث والفن والأصالة، اجتمعوا على مشروع التعريف بفن الطبل، والحفاظ عليه كجزء من الذاكرة الشعبية الفنية والتراثية والثقافية، ليطالبوا رسميا من وزيرة الثقافة والفنون، وفاء شعلال، بتصنيف فن الطبل وطنيا، وذلك بعد إحياء حفل فني بمركز فنون وثقافة بقصر رؤساء البحر.
تعمل الجمعية الفتية في إطار توأمة مع جمعية «الفقارة تغجمت»، حيث تسعى كما كشف لـ «الشعب» رئيس هذه الأخيرة، الباحث في التراث عمار هداجي إلى «نفض الغبار على هذا النوع من الفن التقليدي خوفا من اندثاره واستنزافه بسبب السرقة، وخوفا من اضمحلاله»، مشيرا إلى أنهم في الآونة الأخيرة سجلوا فقدان شطر كبير من ذاكرتهم الشعبية، برحيل العديد من شيوخ هذا التراث في منطقة توات بصفة خاصة، كان آخرها ـ يقول المتحدث ـ الشيخ هداجي محمد الذي كان بمثابة مكتبة لتاريخ هذا الفن العريق».
وتعمل جمعية «تواصل أجيال الشلالي» بالتعاون مع جمعية «الفقارة تغجمت» على عمليات تدوين، تسجيل وأرشفة ألحان ونصوص «فن الطبل»، وترجمتها إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية، بحكم أن أعضاء الفرقة هم شباب من النخبة يجيد الكثير منهم عدة لغات.
وأشار الباحث في التراث إلى أن «فن الطبل يطلق عليه هذه التسمية في منطقة عين بلبال بأدرار، كما أنه معروف بفن الشلالي في منطقة أولف ومنطقة توات الوسطى»، مضيفا أن الطبل طقس يتفنن فيه النساء عامة والرجال على وجه الخصوص، ويقام عادة في المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف والوحدات، حيت يكون حاضرا يوما قبل موعد الوعدة، ويسمى هذا التقليد بيوم «الميز».