أعلنت وحدة البحث بتلمسان، التابعة لمركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية (المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي)، أنها ستنظم ملتقى دولي بعنوان: (اللّغة العربية ورقمنة التراث الثقافي المادي واللامادي، السياحة والتحوّل الرقمي)، يومي 21 و22 ديسبمر المقبل.
جاء في ديباجة الملتقى، أنه أصبح النظر إلى المشاريع الرقمية في العالم، أكثر موضوعية وواقعية ونضجا ووعيا بالتحديات والسبل الواجب إتباعها، من أجل تحسين أساليب المعرفة للجميع. مما أعطى للمعلومات الرقمية أهمية اقتصادية بالغة، لا سيما أنها تلعب دورا مهما في مضمار التنمية الوطنية المستدامة. بالإضافة إلى كونها منتجا ثقافيا ومصدرا معرفيا مهما.
منذ بدء الجهود الدولية في مجال التنمية المستدامة، المجسدة في خطة الأمم المتحدة ما بعد 2015، باتت أهمية الرقمنة تتضح أكثر فأكثر، خصوصا بعد “القمة العالمية لمجتمع المعلومات ما بعد عشر سنوات”، التي ركزت على أهمية استمرار الجهود الدولية، لسد الفجوة الرقمية بين الدول النامية والمتقدمة. كما سجلت القمة إلحاحا واضحا على أهمية المحتوى الرقمي المحلي الذي يخدم حاجات المجتمعات المحلية وتطلعاتها، ويسمح بالتنوّع الثقافي واللّغوي على الأنترنت.
مما لا شك فيه، أن البحث العلمي والرقمنة من الأعمدة الأساسية في كل استراتيجية تحظى بالتعريف الدقيق للتراث، وتنميته عبر وسائل التواصل الجديدة، والمبنية على تكنولوجيا المعلومات، بحيث تجري رقمنة المعرفة والثقافة الخاصة بكل شعب أو أمة، لتصبح تلك المعرفة الوطنية رافدا يصّب في الثقافة الإنسانية بصفة عامة، حيث أتاحت تقنيات الكمبيوتر إمكانية تحويل مخزون ثقافي بأكمله إلى بحر من النصوص والوثائق والوسائط المتعددة والمتاحة للجميع.
إن استخدام اللّغة العربية على مستوى المحتوى الرقمي، يكتسب أهمية كبرى في تخطي الحاجز اللّغوي. إذ حظي هذا الموضوع باهتمام متزايد في السنوات العشر الماضية، من مختلف الجهات الحكومية والأكاديمية والخاصة، ويظهر ذلك من خلال إدراج موضوع اللّغة في معظم الاستراتيجيات الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك إطلاق المبادرات لتعزيز استخدام اللّغة العربية على الأنترنت.
لا شك أن مستقبل اللّغة العربية مرهون برؤية تحدّيات العصر، التي تندرج تحت امتلاك سلطة المعرفة بمفهومها الجديد، وقوامها المعلوماتية، ومقوماتها الثقافية. وإذا أردنا تقييم مستوى اللّغة العربية على الشبكة، فهي تحتاج إلى مشروع متكامل يمكنها من اللحاق بلغات العالم الحيّة على الأنترنت، ويسمح برقمنة ما هو موجود حتى الآن من محتوى عربي مبعثر، ومن ثمة إيجاد آليات لتطويره.
الجزائر كغيرها من البلدان، تنحو بقطاعاتها نحو الرقمنة، وهذا ما عملت به وزارة السياحة والصناعات التقليدية التي أحدثت مؤخرا، بوابة رقمية تقوم بالتعريف بالتنوّع السياحي الجزائري وثراء الصناعة التقليدية.
وقد جاءت الإشكالية الرئيسية التي ستدور حولها محاور الفعالية كالآتي: ما هي المبادرات والمشاريع الإستراتيجية في مجال رقمنة التراث؟ وما هي انعكاساتها على إثراء المحتوى العربي الرقمي؟
سيترأس الملتقى الدكتور عبد الرحمان خربوش، مدير وحدة البحث بتلمسان، وسيكون الدكتور طاهر لوصيف مدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللّغة العربية الرئيس الشرفي للملتقى، أما اللّجنة العلمية فستترأّسها الدكتورة سعاد عباسي، باحثة دائمة في وحدة اللّسان بتلمسان، في حين ستترأس الدكتورة فاطمة سعدي اللجنة التنظيمية.
يسعى منظمو هذا الملتقى إلى تحقيق ما يلي: التعرف على الدور المتنامي للغة العربية على الخريطة المعرفية، باعتبارها ركيزة أساسية للمعرفة ومسايرة الإبداع في العصر الرقمي. التعريف بالمبادرات والمشاريع الإستراتيجية العربية في مجال الرقمنة. إثراء المحتوى الرقمي العربي في مجال السياحة والصناعة التقليدية. إبراز أهم التحدّيات والمعوّقات التي تواجه الدول العربية عموما، والجزائر على وجه خاص، في سبيل تفعيل رقمنة التراث الثقافي. ووضع سياسات استشرافية وخطط عملية تسمح بتفعيل الرقمنة في مجال السياحة باللّغة العربية.
وقد حدّد القائمون على هذه التظاهرة ثلاثة محاور لمناقشتها:
المحور الأول بعنوان: “الواقع الرقمي للغة العربية محليا وإقليميا ودوليا”، والذي ينقسم بدوره إلى عدة نقاط هي: راهن اللّغة العربية في عصر الرقمنة. واقع المنصّات الإلكترونية العربية محليا وإقليميا ودوليا. وانعكاس التحوّل الرقمي على اللّغة العربية، وسبل ردم الفجوة الرقمية.
أما المحور الثاني، فيحمل عنوان: “التراث المادي واللامادي الجزائري في زمن الرقمنة”، وسيتم من خلاله، التعرف على مقاصد الرقمنة في مجال تثمين التراث الثقافي الجزائري. متطلبات الترويج الرقمي للتراث الثقافي المادي واللامادي. والاستراتيجيات العملية لدمج التراث المادي واللامادي في المنصّات الرقمية.
المحور الثالث “القطاع السياحي والرقمنة في الجزائر-الراهن والآفاق-”، سيتم من خلاله مناقشة واقع قطاع السياحة في الجزائر. دعائم التسيير الرقمي (إدارة المعرفة، إدارة التغيير، التصّدي للأزمات المستقبلية...). ودور التشريعات العامة في تفعيل الرقمنة. أما المحور الرابع “اللّغة العربية والسياحة في الجزائر”، فسيتم فيه دراسة التحدّيات التي تواجه اللّغة العربية في المجال السياحي والرقمنة. وعرض تجارب محلية وإقليمية ودولية للسياحة والتحوّل الرقمي بالعربية.
وقد حدد تاريخ الفاتح من سبتمبر المقبل، كآخر أجل لاستلام الملخصات. أما عن آخر أجل لاستلام المداخلات كاملة، فسيكون في 30 أكتوبر 2021، بينما سيتم الرد على المداخلات المقبولة في 25 نوفمبر 2021.