061 حرفيًا يشاركون في الطبعة 19 لـ”عيد الفضة”

آث ينـــــي.. قلعة الصناعات التقليدية

تيزي وزو: نيليا.م

تشهد بلدية آث يني بولاية تيزي وزو أجواءً ثقافية مميزة مع انطلاق فعاليات الطبعة التاسعة عشرة من “عيد الفضة”، التي افتُتحت يوم 31 جويلية وتتواصل إلى غاية 9 أوت الجاري، بمشاركة 160 حرفيًّا وحرفية من 22 ولاية، بينها الجزائر العاصمة، تمنراست، ورقلة، سيدي بلعباس، عنابة، البليدة، تقرت وتيميمون، ضمن تظاهرة تحتفي بالتراث الوطني وتُروّج لحِلي ومجوهرات آث يني كإرث إنساني عالمي.

التظاهرة التي جرت فعالياتها بإكمالية “العربي مزاني”، احتضنتها فضاءات زينتها المجوهرات الفضية من مختلف مناطق الوطن، من فضة الصحراء والشاوية وبني ميزاب، إلى تحف مرصعة بالمرجان وألوانٍ مستلهمة من الطبيعة والتراث. وشكّل هذا الحدث مناسبة لإبراز غنى الثقافة الجزائرية، حيث تحولت آث يني إلى قبلة للحرفيين من مختلف الولايات، في مشهد ثقافي يوثق الذاكرة الشعبية ويحتفي بالصناعات التقليدية العريقة.
وفي تصريح له بالمناسبة، أكد رئيس بلدية آث يني أن “عيد الفضة” لم يعد مجرد تظاهرة فنية بل أصبح معلمًا في الرزنامة الثقافية الوطنية، وموعدًا لتكريم الحرفة التقليدية كجزء من الذاكرة الجماعية، وهوية صاغتها الأيادي الحرفية تحت ظلال جبال جرجرة. وأضاف أن زخارف المجوهرات المتلألئة بالمرجان ليست سوى ترجمة حسية لعاطفة الحرفي، التي تتجسد في قطع تروي نمط الحياة القبائلي، وتُبقي الحرفة متجددة في وجه الزمن.
وكشف المتحدث عن إيداع ملف رسمي لدى منظمة اليونسكو لتصنيف “فضة آث يني” ضمن قائمة التراث الإنساني غير المادي، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل رهانًا حقيقيًا للحفاظ على هذا الموروث الثقافي وتثمينه على الصعيدين المحلي والدولي.

تهيئة دار الصناعات التقليدية..

من جهته، أعرب والي ولاية تيزي وزو، أبو بكر الصديق بوستة، عن فخره بهذه التظاهرة التي تجاوزت الحدود المحلية وأضحت منبرًا وطنيا للحرفيين، مؤكداً أن الدولة تضع نصب عينيها دعم هذا النوع من التظاهرات وتعزيز آليات تسويق المنتوجات التقليدية.
وأعلن الوالي عن تخصيص غلاف مالي لإعادة تأهيل “دار الصناعات التقليدية” بآث يني، بعد ما عرفت تدهورًا ملحوظًا دفع بالحرفيين إلى تحويل منازلهم إلى ورشات إنتاج، حفاظًا على نشاطهم. وأكد أن الأشغال ستنطلق قريبًا من أجل تسليم هذا الفضاء في الآجال المحددة، بهدف تحسين ظروف العمل وتوفير بيئة مناسبة للترويج للمنتوجات خارج الإطار الضيق للبيوت.
تظاهرة “عيد الفضة” في طبعتها التاسعة عشر، لم تكتف بعرض المجوهرات، بل كانت بمثابة منصة لإحياء تقاليد عمرها قرون، وتكريم حرفيين حافظوا على حرفهم بوفاء نادر. بين الحِلي التقليدية، والمعروضات اليدوية التي تحاكي قصص الأجداد، تُثبت آث يني مرة أخرى أنها ليست فقط قلعة من قلاع الحرفة، بل ذاكرة حية تنبض بالجمال والمقاومة الثقافية في آنٍ واحد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025
العدد 19836

العدد 19836

الأربعاء 30 جويلية 2025