تعيش ولاية النعامة هذه الأيام على وقع نشاط ثقافي وفني مكثف، ضمن برنامج صيفي ثري أطلقته مديرية الثقافة والفنون، تحت شعار “صيفنا..لمة وأمان”، بدعم من وزارة الثقافة والفنون، وتحت إشراف والي الولاية لوناس بوزقزة.
وفي تصريح لـ«الشعب”، أكد مدير الثقافة والفنون محمد قمومية أن هذا البرنامج الذي يمتد طيلة موسم الاصطياف، يسعى إلى إخراج الثقافة من فضاء الجدران المغلقة إلى الفضاءات العمومية المفتوحة، من خلال تنظيم فعاليات متنوعة في حدائق مدينة النعامة، المشرية، بن عمار، عسلة، وغيرها من البلديات 12.
وأوضح المتحدث أن النشاطات تشمل أمسيات موسيقية، عروضًا مسرحية، ندوات فكرية، ورشات فنية، معارض تراثية، وتنشيطًا للأطفال، وذلك بالشراكة مع المجالس الشعبية البلدية وقطاعات الشباب والرياضة، السياحة والصناعة التقليدية، إضافة إلى الجمعيات الثقافية والفنية.
وقال قمومية: “الفضاءات المفتوحة تحولت إلى منصات للقاء والتفاعل الثقافي، حيث يلتقي المواطنون والسياح على إيقاع الفن والفرجة. الأطفال يلتفون حول الحكواتي والمهرج، بينما تستعيد العائلات ذكريات الماضي على أنغام الطرب الأصيل والطبوع المحلية”.
وأشار مدير الثقافة إلى أن البرنامج يهدف إلى إبراز الموروث الثقافي المحلي، المادي واللامادي، من خلال التبادلات الثقافية بين فرق فنية محلية وضيوف من مختلف ولايات الوطن. كما يتم إحياء العادات والتقاليد التي تميز المنطقة، في تفاعل فني مفتوح على مختلف روافد الثقافة الجزائرية.
أما الأطفال، فقد وجدوا في العروض المسرحية، وورشات الرسم والقراءة، مساحة لتفجير طاقاتهم الإبداعية. بينما وفّرت المسابقات التشكيلية والموسيقى متنفسًا للشباب، في حين خصص للنساء الحرفيات فضاءٌ خاص لعرض منتجات تقليدية كالقفطان، الفخار، والنسيج الصوفي، لتوثيق الذاكرة النسوية للمنطقة.
وفي ختام حديثه، شدّد قمومية على أن الأنشطة الثقافية ستتواصل طيلة فصل الصيف، مؤكداً أن البرنامج يمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين مختلف الفاعلين المحليين، ومثالًا على ثقافة تنبض بالحياة في قلب الصحراء.