عرف الإعلامي القدير سليمان بخليلي الذي غادرنا صبيحة يوم الجمعة 2 جويلية الجاري، متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا المتحور المستجد، بتفانيه وإخلاصه في حقل الإبداع ولمساته المميزة في القطاعين العام والخاص.
خلف مسيرة ثرية متنوعة ذاع من خلالها اسمه وجهده، وبرزت أعماله الموسومة ببرامج تثقيفية ذات صبغة محلية، نالت شهرة منقطعة النظير إن على مستوى الوطن أو خارجه.
كتب بخليلي مايلي في آخر منشور له على صفحته الرسمية بالفايسبوك قبل أسبوع واحد من رحيله إلى جوار ربه، يناشد فيه زوار صفحته من أصدقاء ومتابعين التضرع لله والدعاء له في أن يزيل عنه الآلام والأوجاع الناتجة عن مضاعفات كوفيد-19 المستجد التي توطنت في خلاياه وجرفت روحه بأمر ربها الغالية إلى دار القرار: «في هذه الليلة المباركة وأنا بالمستشفى أتابع علاجا قاسيا جدا لا يعلمه إلا الله. أسألكم أيها الأحبة أن لا تبخلوا عليّ بدعاء المولى جل وعلا بتعجيل الشفاء. في عشائكم وفجركم، وجمعتكم، في منابركم ومواقعكم».
ليتابع بعدها في ذات المنشور بجملة تحمل في طياتها همسة وداع بنكهة أمل: «وسيظل وقوفكم معي، بإذن الله تعالى، مسجلا في حياتي بأحرف العرفان بالجميل. بارك الله فيكم».
سليمان في سطور
سليمان بخليلي من مواليد 1963 بولاية بسكرة، التي نشأ وترعرع فيها وختم في صغره القرآن الكريم بها، إعلامي ومنتج تلفزيوني جزائري معد ومذيع البرنامج الثقافي التلفزيوني الشهير «خاتم سليمان» الذي عرضته في بداياته فضائيات عربية عديدة.
رحلته الإعلامية...
إبداع وتميز
التحق بالإذاعة والتلفزيون الجزائري عام 1985 كصحفي، ثم تدرج في مختلف المناصب ليتقلد منصب رئيس تحرير، ثم مدير الإنتاج في التلفزيون الجزائري. وعمل في التلفزيون الجزائري بمحطة ورقلة كمحرر، ثم مذيع النشرة الرئيسية. ثم اتجه للإنتاج التلفزيوني وأنتج العديد من البرامج منها و(هديناه النجدين)،(أنغام من الجنوب) وغيرها... مما سنحط رحالنا عندها لاحقا.
نال فقيد الجزائر، رحمه الله، جائزة الإبداع في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون. كما تحصل على الجائزة الذهبية لمهرجان الإعلام العربي بالقاهرة في دورته 14.
أنشأ عام 1994 مؤسسة استوديوهات الإنتاج التلفزيوني الخاصة، رفقة عدد من الكفاءات الإعلامية المتخصصة في مجال الإعلام التلفزيوني.
راسل العديد من قنوات التلفزيون العربية كصحفي، حيث قام بتغطية حرب الخليج الأولى للتلفزيون الجزائري، إضافة للعديد من التقارير والتغطيات الإخبارية المختلفة من عدد من البلدان العربية والأوروبية.
وقفات وآثار في رصيده الثقافي والفكري
له العديد من البرامج التلفزيونية الشهيرة بالجزائر، على غرار أنجح البرامج التلفزيونية المتمثلة في برنامج خاتم سليمان الشهير، الذي عرض في بداياته عبر فضائيات عربية عديدة. كما اشتهر أيضا ببرنامج (فرسان القرآن) في رمضان لعدة مواسم على التلفزيون الجزائري، إلى جانب العديد من بينها:
• خاتم سليمان. • ساعة من ذهب. • فرسان القرآن. • الاتجاه الصحيح. • عد النجوم. • زدني علما.
نشاط سياسي
ترشح سليمان بخليلي للانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2019 كمرشحٍ حر، لكنه لم يتمكن من جمع الاستمارات المطلوبة (50 ألف توقيع، موزعة على 25 ولاية مع 1200 توقيع كحد أدنى في كل ولاية) حيث قدم 26 ألف استمارة صحيحة واستوفى النصاب في 6 ولايات فقط. وبعد رفض ملفه الانتخابي أعلن عن تأسيس حزب جديد.
وفي عام 2020 أطلق قناة «البديل» المتخصصة في المحتوى الثقافي، وهي فضاء إعلامي جامع يعتمد الوسطية، ويحترم التنوع والثراء الفكري في الجزائر، ويشيع ثقافة التحضر والتمدن والتسامح.
وفاته
أُعلِن صبيحة الجمعة 2 جويلية 2021، عن وفاة سليمان بخليلي إثر مضاعفات فيروس كورونا. الفاجعة التي ألمت بكل مواطن جزائري أحبه وتأثر بشخصه الذي خدم بلده واعتنى بتقديم الأفضل والأجود والأنسب والأجمل من الأعمال والبرامج التي ستبقى دوما في الريادة على منصات الإبداع القوية إلى الأبد.