صدر عن دار المثقف للنشر والتوزيع رواية «شغف أنوثة شرقية»،للكاتبة فاطمة الزهراء بطوش، عالجت من خلالها قضية اجتماعية دارت فصولها حول قصة كفاح إمرأة طموحة، لم تستسلم للصعوبات فواجهت مجتمعها وتحدت العراقيل، وظلّت مصممة على إنقاذ ما تبقى من حطام أنوثتها لتحقق حلمها.
حملت الرواية ثلاثة فصول جاءت بأسلوب أدبي بسيط، تخللتها جمل بالعامية «الدارجة» وفي استطراد موجه باستشهاد من أمثال عالمية لكتاب مشاهير استعملته صاحبة الرواية وفق الأفكار المتناولة في القضية المطروحة، التي مازالت تمسّ الكثير من النساء في العلم العربي بالأخص.
تحكي رواية «شغف أنوثة شرقية» التي جاءت في 144 صفحة،المندرجة ضمن الطابع الاجتماعي، عن شغف كل أنوثة لتحقيق أحلامها كل على شاكلتها.. فالبطلة زهراء لها شغف الحرف وأن تصبح كاتبة في مجتمع ذكوري تحالف عليها مع نساء «غبيات» حسب تعبيرها.
وأيضا تعدّدت رغبات الأنوثة في كثير من الشخصيات وتعدد أسلوب القتل والمنع فمنهن من تعاني حرمان الحب.. حرمان المواطنة.. وحرمان الدراسة.. الحرمان حتى من الأحلام.. ليس هذا فقط بل تجد في الرواية نماذج عن أخريات ظللن طريقهن.. فمنهن من صارت مستبدة.. وأخرى خاضعة وأخرى في الهوى ضائعة.
البطلة زهراء ترافق الحرف وجعا.. تصاحب الكتابة حلما.. تتخذ حب قلبها بطلا.. وأملا لينتشلها من حطام أنوثتها بسبب مجتمع «الفكر الشرقي».. اذ تساقطت أوراقها الواحدة تلو الأخرى من أب يتمها.. وخال سبب لها عقدة ذات طفولة.. وزوج أم كتم أنفاس أحلامها.. وعم لا مبال.. وعاشق يلاحق جسدها.. ومجرم كان القطرة التي أفاضت نهاية رغبتها في المقاومة.
اقتباس من الرواية: «قررت أنه قد حانت لحظة الاستفاقة.. لا بد من اساغة غصة التردد العالقة بين المريء والرئتين. لا بد للأنامل الخائفة من أن تحمل أخطر وأروع الأقلام الأدبیة، لتخط ببقايا الحبر العالق عبارات جنون، وشعارات تحرّر لتتخلص من الخوف الملازم لها، لكن.. فوضویة لأحاسيس في صالون قلبي تربك قلمي المستحي من الأدب، والخائف من النقد.
أدرك واقع جسد تحرر للتو، أنه بحاجة لروح واثقة مغامرة، عنیدة، وعاشقة تزیل عنه غبار الكسل، وتصنع لحظات أدبیة راقية، تستحق الكتابة على صفحات الحب. لكن.. من أين أبدأ؟ مع من أبدأ؟ .. ثم هل أبدأ؟.
على وقع تــهاطل علامات الاستفهام، هل أكتب؟ هل سأنجح؟ وهل أجيد صناعة عبارات بصیغ أدبیة؟ أسدل جنون الأنوثة ظلامه على حنايا قلبي.. تركت تساؤلاتي معلقة على مشجب التردد.. وانصرفت أبحث عن بطل لروایتي الأولى».