تم السبت بمدينة مستغانم تقديم العرض الشرفي لمسرحية «أجنحة الدم» الموجه للكبار بالمسرح الجهوي الجيلالي بن عبد الحليم.
يروي العمل الفني الجديد (80 دقيقة) الذي أنتجته الجمعية الثقافية الإشارة للمسرح وأخرجه على الركح «مبرك عبد الله» قصة «الشريفة» (الممثلة لبقع نور الهدى) التي تحولت في النصف الثاني من القرن 18 من امرأة عادية إلى رمز للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي بمنطقة القبائل.
ومن خلال تقمص عدة أدوار على خشبة المسرح استطاع فريق العمل المكون من زارع خديجة (تاسعديت) والمداح محمد (آكلي) ومجدد مسلم نصر الدين (دا حو) وبوهلالن حسن (قدور) وآخرين أن يؤخذ الجمهور إلى فترة المقاومات الشعبية للاستعمار الفرنسي وحاول تقريب المعاناة التي واجهتها القبائل الجزائرية الثائرة في مواجهة سياسة الأرض المحروقة التي انتهجها «بيجو» الذي يظهر داخل المسرحية.
وبين الحرب والحب تنشأ علاقة بين المقاومة «الشريفة» وشخصية حميدة (الممثل علان محمد) الذي يفر من الجيش الفرنسي ليلتحق بالثوار ويسقط في ميدان الشرف تاركا خلفه ابنه الذي سيقوم بمواصلة الكفاح ضد الغزاة.
وقال مخرج المسرحية عبد الله مبرك في تصريح لـ/وأج، أن «هذا العمل المسرحي متأثر بأعمال رواد الفن الرابع المستغانمي ولاسيما «ولد عبد الرحمن كاكي» (1934-1995) و»جمال بن صابر» ومسرح بريشت (1898-1956) الذي كسر الجدار الوهمي بين الممثل والجمهور.
ويذهب هذا العمل بعيدا في هذا الجانب حين يتخلى عن الجدار الثاني وهي الكواليس ويرى الجمهور كل حركة الممثلين على الخشبة وحتى الاستعمالات المختلفة لديكورات المشاهد، يضيف ذات المتحدث.
وتمّ إنتاج هذا العمل المسرحي بدعم من صندوق ترقية الفنون والآداب (وزارة الثقافة والفنون) وعرف تأخرا بسبب الأزمة الصحية المتعلقة بجائحة كورونا (كوفيد-19)، وهو أول عمل مسرحي موجه للكبار للمخرج «عبد الله مبرك» كما أشير إليه.