«إنغوما» كلمة مستوحاة من الثّقافة الشّعبية الإسبانية، وتعني الشيطان الذي يسرق أحلام الأطفال، وظّفها الروائي والقاص محمد الكامل بن زيد عنوانا لمسرحيته التي عرضت الخميس الماضي في مسرح الجزائر الوسطى «كازينو» من طرف الفرقة التابعة لجمعية النسور للمسرح بتندوف.
كشف الممثل والمخرج المسرحي دريس بن حديد، أن مسرحية «إنغوما» عمل صعب يحاكي أشياء ومواقف واقعية من الحياة، بطريقة فلسفية مملوءة بالأفكار.
أضاف بن حديد في تصريح لـ «الشعب»، أنّ «العرض يسلّط الضوء على هواجس الإنسان ويحاكي من خلال فصوله الصراع النفسي في داخله والصراع الخارجي مع الآخر. وكل ما ينتج عن ذلك من إسقاطات..».
وتدور أحداث المسرحية حول فكرة العبور من محطة حياة إلى أخرى، وعن أحلام التغيير والمغامرة وتحدي الرتابة والروتين. رمزية مثّلها باحترافية وحس جمالي رائع. بطلا المسرحية اللذان تقمّصا دور الشخص الأول الذي يحاول عبور الطريق الخطر المزدحم بالسيارات، والشخص الثاني صانع الساعات الذي يجلس على الجانب الآخر من الطريق يحلم بالتغيير وينتظر....
ويمثل الطريق الفاصل بين الاثنين رمزية العبور، فهناك كما نوّه بن حديد الفقير الذي يريد العبور إلى الغنى والمريض إلى الصحة والشقي الى السعادة...ومن خلال ذلك هناك دلالة الأنا.
ويمثل الباب الذي يفتح ويغلق ست مرات خلال العرض، المجهول أو جدلية الموت فيما ترمز الخلفية السوداء إلى المجهول أو المتاهة التي تلقي بظلالها على هواجس الإنسان، وإلقاء نظرة على الذات، الإنسان هو الفاعل وهو القادر على صنع السلام والحرب وهو القادر على التغيير.....
المسرحية ذات مشهد مفتوح، وهي أول عمل للكبار كتبه القاص والروائي محمد الكامل بن زيد بعد مسرحيتين للأطفال «القط لؤلؤ» و»مريم والبهلوان» وسبع مجموعات قصصية وروايتين.
للإشارة، عرضت مسرحية «إنغوما» خارج المنافسة خلال فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، وهي عرض جديد بوجوه قديمة اشتاقت للخشبة فعانقتها بحب، كما وصفها مهرجان دريس بن حديد.
وقام بتمثيل الأدوار بهاها سويد أحمد، محمد مصطفى وبلزغم الشيخ، ومن إنتاج جمعية النسور للمسرح بتندوف.