أوصى المشاركون في ختام فعاليات الملتقى الدولي حول أدب الأطفال الإشكالات ورهانات العصر، بضرورة مراجعة قصص الخيال العلمي، الموّجهة للطفل، وإخضاعها للمراقبة الفنية، بغية التأكد من أنها مفيدة للطفل، قبل السماح له بقراءتها وان تتوفر على المتعة والتسلية والتشويق، قبل توفرها على الجانب التعليمي التربوي.
أكدت الدكتورة بريزة بهول، رئيسة الملتقى، في تصريح لجريدة «الشعب»، حرص مخبر التراث والدراسات اللسانية، بجامعة الشاذلي بن جديد، بولاية الطارف، على مواصلة الجهود الرامية إلى ترقية البحث العلمي في مجال تخصصه، من خلال تنظيم العديد من التظاهرات العلمية الأكاديمية الوطنية والدولية لمعالجة كل ما يتعلق بالتراث والدراسات اللسانية، خاصة ما تعلق براهن بعض القضايا التي باتت تطرح نفسها للبحث والدراسة بقوة على غرار أدب الطفل واشكالاته.
وعددت الدكتورة بهلول توصيات الملتقى في التأكيد على وجوب الاستثمار في الألغاز في التعليم والتدريب والتسلية والإمتاع، كون الطفل يحب هذا اللون، ويضيف له الكثير من المهارات العقلية والنفسية، مثل التخطيط والدقة، والتعمق في النفوس، إضافة إلى تطوير مهارة التخطيط الواعي لجعل مضامين أدب الطفل في الجزائر ضمن المناهج المدرسية الجزائرية، وتخطي عتبة الإستيراد الادبي، الذي أفّل نجوما أدبية جزائرية كان ينبغي أن تظهر على صفحات الكتب المدرسية.
كما أوصى الخبراء والدكاترة المختصين في علوم الأدب والفن والاجتماع والقانون وغيرها بضرورة فتح مدارس تعليمية لفن الخط العربي بكافة ربوع الوطن وإعطاء أولوية للمناهج التربوية لتعلم الخط العربي كمادة وليس كجزء من اللّغة العربية، إضافة إلى إدراج قصص وحكايات شعبية نابعة من تراث الجزائر الأصيل ضمن البرامج الدراسية واستغلالها في تذليل بعض الصعوبات التعلمية التي تصادف الطفل والمعلم على حدّ سواء.
بخصوص التوصيات العامة فأكدت بهلول ضرورة إقرار آليات التشجيع على دراسة أدب الطفل في الجامعة الجزائرية والعربية، وتوجيه طلبة الدراسات العليا الى هذا الأدب، لتسليط الضوء عليه، وتنشيط الملتقيات حوله، مع التقنين على أغلفة الكتب الموجهة للطفل، وفق مراحل الطفولة، وما يلائمها من صنوف الأدب ومراجعة الدراسات التربويّة التي اهتمتّ بأدب الطفل، ومدى مصداقية نتائج هذه الدراسات من ناحية التطبيق العمليّ.
كما ألحت محدثتنا على أهمية تفعيل المشهد الثقافي للطفل من خلال إنشاء دار نشر وطنية أو دور جهوية؛ لطباعة المؤلفات الخاصة بأدب الأطفال، تحت اشراف الوزارة الوصية، وإنشاء مؤسسات خاصة بهذا الأدب مرفوقة بلجان قراءة مختصة لغربلة ما يكتب للأطفال، واختيار المشاهد والرسومات المناسبة لكل عمل وبخاصة القصة.
والجدير بالذكر في الأخير جامعة ولاية الطارف تشهد في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا لمشهد البحث العلمي، من خلال تنظيم مخابرها لعديد الفعاليات الوطنية والدولية للبحث ودراسة مختلف الإشكالات الراهنة في عديد الميادين والمجالات التي أثرت المكتبة الوطنية بعديد الإصدارات.