التتويج يعيد الشاشة بـ «كان» الى 20 سنة ماضية

«نعاس الشتـاء» يعانق «السعفة الذهبية» ويـؤكد رواج السينما التركيــة

سميرة لخذاري

لم يتوقف الرواج الذي عرفته الشاشة التركية عند حشد الجماهير والدخول الى البيوت دون استئذان، بل تعداه الى معانقة السعفة الذهبية، التتويج العالمي الذي يقتلعه العمل السينمائي من أكبر الافلام المشاركة في مهرجان «كان» الدولي، حيث تمكن «نعاس الشتاء» من حفظ وجه الفن السابع التركي وحمل الجماهير في كبسولة الزمن الى 20 سنة ماضية حيث ظفر الفيلم التركي بهذا اللقب في كبرى المهرجانات الدولية المتخصصة في عالم الفن السابع.

أهدى المخرج نوري بلجي جيلان السعفة الذهبية التي ظفر بها في الطبعة 67 من مهرجان «كان» للسينما عن فيلمه «نعاس الشتاء» الى الشباب التركي الحامل في قلبه حبا ليس له نظير لبلاده ومصلحته، الذي يرمي بالدرجة الاولى الى تحقيق نمو في كل الميادين.
وبناء على التتويجات التي تنوعت ورحلت الى عديد البلدان المشاركة، كانت الخيبة كبيرة للمخرجين الفرنسيين الذين شاركوا بعدد كبير في المسابقة على غرار برتران بونيلوو أوليفيه أساياس وهازانافيسيوس، كما خابت آمال الجماهير العربية بخروج شاشتهم صفر اليدين، حيث تميزت هذه الطبعة بشبه غياب لهذه الاعمال، وتلاها بعدم ورود اسم الفيلم الموريتاني «تمبكتو»  لمخرجه عبد الرحمن سيساكو في أي قائمة لأي نوع من الجوائز المختلفة للتظاهرة العالمية، الفيلم الذي كان معول عليه في الفعالية .
صوّر جيلان «نعاس الشتاء» في منطقة الأناضول فكانت الثلوج «ملكية» بأدق معنى الكلمة، خاصة وأن هذا الفنان المبدع من أكبر صناع الفن السابع، حيث تمكن من اقتلاع التتويج ورفع علم السينما التركية في مهرجان دولي له قيمته العالمية، بمزجه بين السياسة والفن، هذين العالمين اللذين كثيرا ما إلتقيا في «كان» الذي غالبا ما أبقى عينه يقظة على ما يحدث في العالم رغم بذخ الاحتفالات ودلال النجوم.
تمكن المخرج التركي طيلة 3 ساعات و20 دقيقة التي استغرقهاالفيلم من خطف أنظار المشاهدين دون ملل ولا سأم، لإتقان جيلان العجيب تصوير المشاهد الثلجية بصمتها وصخبها ومجازيتها في ترجمة تقلبات الشخصيات، في تجاوز للأطر والرؤى السينمائية المعتادة، فمن دون حروب ولا صراعات عدا التوترات الصغيرة التي تواجهنا يوميا، يثير «المعلم» التركي مسائل حول الروحانيات في احتكاكها بالدين، والمال في اقتحامه طموحات البشر... وأمام كل الوحل الذي يغرق فيه عالمنا، جاءت شخصية طفل صغير يحمل كل الحقد الناشئ ضد الظلم ويحمل كرامة البسطاء فكانت صورة سالبة لضمير البطل المثقف «إيدن» المعذب ولسهو الناس عن النداء الصاخب - الصامت للحق في الحياة والكرامة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024