صدر حديثا عن دار خيال للنشر والترجمة مجموعة قصصية موسومة بـ «ما لم تقله العلبة السّوداء» للأديبة والإعلامية زهرة بوسكين، ابنة روسيكادا، ويعتبر الإصدار الأخير ثامن عمل مطبوع صدر للشّاعرة بعد مجموعتها الزهرة والسكين التي لاقت استقطابا وسط القراء وجمهور الكتابة.
في إصدارها الأخير وهو عبارة عن كتاب من الحجم المتوسط، تنوّعت صفحاته ما بين نصوص مختلفة الاتجاهات والقيم بين السياسية والاجتماعية والذاتية، طغت عليها اللغة الشعرية تربط فيها الكاتبة بين قوالب الإعلام حينا ونظريات التحليل النفسي حينا آخر، بلغة أدبية راقية كنص شيزوفرينيا، أحاديث من ذاكرة المرآة، رصاصات بيضاء، العالم بحزام ناسف، دمى الكلام..وغيرها من النصوص السردية التي حملت قضايا الراهن كصناعة الانتحاريين، واقع المعتقلات العربية، اللجوء، الأطفال المتسولون..في أكثر من سبعين صفحة نتصفح قصصا جديرة بالقراءة في كتاب استخدمت فيه الكاتبة ولأول مرة في الأدب العربي مصطلح «مجموعة سردية».
ويتميّز بعلمية الأدب من خلال نصوص بسيكولوجية وظّفت التحليل النفسي، وتفكيك الأحداث من منطلق سيكولوجي.
ويعد هذا الإصدار الثامن للأديبة زهرة بوسكين التي تنوّعت إصداراتها بين الشعر، والقصة والرواية والدراسات الأكاديمية تسعى في العديد منها للربط بين العلم والأدب، في قوالب فكرية تغري القارئ وتدعوه في كتابها الجديد للبحث عن ذاته عله يجد ما لم تقله العلبة السوداء.
للإشارة تعتبر الدكتورة بوسكين أحد أهم الأصوات الشّعرية النّسوية في الجزائر من جيل الثمانينات، نشرت أعمالها في الصّحف الوطنية والعربية، كما اشتغلت في الصّحافة الوطنية، وتشتغل اليوم صحفية بالإذاعة الوطنية بولاية سكيكدة إلى جانب حقل التدريس بالجامعة.