بن دودة مليكة: أشعاره مزجت بين العمق الفلسفي والرّوح النّقيّة
نعت الأسرة الثّقافية الوطنية والعربية رحيل الأديب والشاعر أحسن خراط، أول أمس، حيث عبّر جمهور الأدباء باختلاف توجّهاتهم ومشاربهم عن الفاجعة التي ألمّت بالساحة الثقافية إثر رحيله، وتحولت صفحات الفايس بوك إلى جلسات تأبينية مفتوحة منذ الإعلان عن خبر وفاته أول أمس إثر سكتة قلبية بمستشفى ابن باديس بقسنطينة.
عبّرت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة عن حزنها والجزائر تستيقظ على «نبأ وفاة أحد شعراء الجزائر الفطاحل الأستاذ والشاعر الكبير أحسن خراط، صاحب ديوان «بصر التراب « ودواوين شعر أخرى، استطاع من خلالها أن يجدّد الصورة الشّعرية، ويمزج فيها بين حب الوطن والجانب الروحي النقي في النفس البشرية، وكذا العمق الفلسفي في كثير من أشعاره، حيث تقدمت بخالص تعازيها لأسرته الصغيرة والكبيرة».
في ذات السياق، وصفت قيادة اتحاد الكتاب الجزائريين في تعزية تلقت «الشعب» نسخة منها، رحيل خراط بالفاجعة اختطف الموت منهم صوتا شعريا من الأسماء الشعرية في الجزائر، وهو ابن ذلك الشهيد الذي ورث فيه حب الوطن، فكان يتيم أمه بعد استشهاد والده، في ثورة التحرير، وظل ذلك الطفل يحنو الى تربة والده بعد رحيل أمه، وها هو القدر يستجيب له ليلتحق بها غير مبدل، تاركا خلفه عائلة لا تزال تحفظ ذاكرته من الزوال، كما حفظ تاريخ والده من النسيان.
في ذات الشأن، عبّر الدكتور علاء عبد الهادي رئيس مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورئيس مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر عن تعازيه الصادقة للأسرة الأدبية في الجزائر، على إثر رحيل شاعر صاغ تجاربه الشعرية من بلد المليون ونصف مليون من شهيد، وعضو فاعل في اتحاد الكتاب الجزائريين بحكم منصبه نائبا للرئيس.
من جانبه وصف سعيد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء فقدان الشاعر أحسن خراط بالخسارة الكبرى، كما عبّرت الدكتورة الهنوف محمد رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء ونائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عن حزنها لفقدان شاعر خاض تجاربه الشعرية من رحم المعاناة، ولم يستسلم رغم اليتم الأبوي، ثم واصل نضاله بحروفه الصادقة وخاض معارك الحياة من اجل النجاح تاركا خلفه العديد من الإصدارات الشعرية تبقى شاهدة على إبداعاته، وتحفظ ذكراه من النسيان.
في ذات السياق، عبّر كل من الدكتور محمد أحظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، الفريق الدكتور عمر أحمد قدور، ورئيس الإتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين ورئيس الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني.
للإشارة، ووري الثرى ظهر أول أمس إلى مثواه الأخير بمقبرة عزابة، وجرت مراسيم الجنازة بحضور أفراد من أسرته وعائلته التربوية، الفقيد من مواليد 22 أكتوبر تشرين الأول 1953 ميلادية بأم النحل ضواحي عزابة ولاية سكيكدة، ينتمي إلى عائلة ثورية أبادها الاستعمار نتيجة شهرة والده المجاهد، وبدأ الدراسة تحت رعاية لخاله بوزيان رزاقي المدعو أمحمد.
تعلّم الراحل القرآن في الكتاتيب وتنقل في المدارس الحرة إلى أن استقر به المقام في أبرز تحول في حياته، الذي كان سنة 1972 عند التحاقه بمقصورة الشيخ الفاضل المغفور له بإذنه عبد الرحمان العايب بالمسجد العتيق بمدينة عزابة أين درس على يده الأدب بعمق ووعي رفقة مجموعة من شباب المنطقة الذين تقطعت بهم الأسباب، بعد ذلك تابع دراسته بمركز التعلم عن بعد وجامعة التكوين المتواصل بعنابة اشتغل أستاذا في الأدب العربي من 1977 إلى غاية 1995 ومن سنة 1995 إلى غاية 2014 إطارا بوزارة التربية رئيسا لمؤسسة تربوية إلى أن تقاعد.
صدرت للشّاعر الأعمال التّالية:
1 - نبض الفجيعة: 1998.
2 - دموع وأغان: 2006.
3 - بوح المرايا مقام الياسمين: 2007.
4 - أحاجي الغواية: 2008.
5 - شرفات اليقين: 2008.
6 - أجراس الحقول: 2008.
7 - أهازيج البراري: 2008.
8 - بوريش وقصائد أخرى: 2009.
9 - إناث الكريستال: 2012.
10 - بَصَرُ التراب: 2019.
11- حرائق الماء: 2019.
وله تحت الطّبع:
1 - شواطئ الغفران.
2 - أنثى الظل.
3 - حقوق المدائح.