غيّب الموت، صباح أمس، عنا الكاتب والروائي الفلسطيني الأردني نازك طمزة بعد صراع طويل مع السرطان الخبيث، وأفل نجم ظل ينبض إبداعا في كل الأجناس الأدبية، وأفاض سماء الأدب والنقد والترجمة بالاصدارات والحضور الدائم دون تردد، لأنه أديب لا يعترف بالمسافات ولم تكن الحدود الجغرافية بالنسبة إليه إلا أوهاما صنعتها السياسة.
خلال زيارته الأولى والأخيرة إلى الجزائر، انبهر الكاتب نازك بالنمط العمراني للعاصمة ومواقعها وزاد تعلقه بها حينما نظمت له جولة إلى مدينتي عنابة والجلفة حيث أقيمت له بكل منهما أمسية أدبية على شرفه أشرف عليها اتحاد الكتاب الجزائريين، فيما استقبله فضاء صالون بايزيد عقيل ونشّط ندوة تحدث فيها عن مساره في الكتابة والإبداع.
في أوّل زيارة له للجزائر نزل الراحل ضيفا على المكتب الوطني لاتحاد الكتاب الجزائريين وتم تكريمه في أمسية أدبية من طرف اتحاد الكتاب الفلسطينيين،وقد عبر الفقيد ساعتها عن سعادته وهو يقرأ نصوص كبار الكتاب في الجزائر أمثال عبد الحميد بن هدوقة، الطاهر وطار، رشيد بوجدرة، محمد ديب في ثلاثيته، كما انه قرأ العديد من النصوص الشعرية التي درسها في الجامعات الأمريكية للطلبة والباحثين.
في بيت إتحاد الكتاب عندما طرحت عليه سؤالا حول نظرته عن الجزائر قبل زيارته لها وبعد الزيارة، قال لي ونحن على مائدة الطعام في أحد مطاعم الإخوة الفلسطينيين ونظرا لأنه يعاني من حاسة السمع، كتبت له السؤال على الورقة، فأجابني بأنه يختتم حياته بعد زيارته للمغرب العربي، وهي أول جولة وآخرها قادته إلى كل من الجزائر ثم المغرب فتونس. وقد منحني الفقيد نسخا لبعض أعماله الأدبية أثناء زيارته لجريدة «الشعب».
للتذكير نعى كل من اتحاد الكتاب العرب، الفلسطينيين والأردنيين وفاة نازك طمزة عن عمر 91 سنة، بالولايات المتحدة الأمريكية في ولاية نورث كارولينا الأمريكية في مستشفى راكس. ترك الراحل خلفه مجموعة كبيرة من الاصدرات الأدبية في الرواية والقصة، بالإضافة إلى عديد الدراسات النقدية.