الشاعـر عمـاد الديـن التونسـي لـ «الشعب»:

الكتابـة .. رسالــــة وصـل بــين الــوجود والمنشود

حاورته: حبيبة غريب

تحمل أبياته حسا مرهفا و عميقا و فصاحة قوية و توازنا في القافية و تنسيقا في الكلمات النابعة من موهبته الفذة في الشعر بكل بحوره، يكتم عن الأم والوطن والغربة والحب و الجمال ويحلم بمغرب عربي لا تعرف فيه الثقافة حدودا و لا انتماءات ولا سياسات، ومشاريع أدبية تجمع النخبة العربية تحت لواء التبادل و الارتقاء بالثقافة خدمة للشعوب: إنه الشاعر عماد الدين التونسي الذي فتح قلبه لقراء «الشعب «، من خلال هذا الحوار.
« الشعب» : أعمال الشاعر التونسي  بحر فسيح  تسبح فيه القافية والبيت الموزون، كيف كانت البداية مع الكتابة الأدبية ؟
عماد الدين التونسي: بدأت رحلتي مع الكتابة منذ نعومة أظافري مع «خربشات» ومحاولة قصيرة تعبر عن دواخل طفل مدرسي وبعد انتقالي إلى المعهد و كثافة المحاور والمدارس اللغوية والأدبية إلى حد حصولي على شهادة بكالوريا آداب بدأت محاولات تسمى محاولات شعرية أو نثرية ومع دخولي للمعهد الأعلى لتكوين المعلمين بدأ شغفي بالعروض والقصيدة العمودية والموزونة لأهتم مع دراسة لمادة التاريخ بكلية العلوم الإنسانية وانخراطي بالاتجاهات الفكرية ليتطور حرفي لكن بصراحة مدة اشتغالي بالأرياف التونسية لمدة أكثر من عشر سنوات والتحامي مع الطبيعة والاختلاء بالنفس بدأت أكتب الشعر العمودي والحر والنثري وأيضا القصة القصيرة والحمد لله.
- لماذا اختيارك للفصحى والبحر الطويل مع أن لتونس باع في الشعر الشعبي والشعر الملحون؟
 بالنسبة لاختياري لشعر الفصحى، أعلمكم سيدتي أن لي بعض النصوص في الشعر الشعبي، لكن لي حلم هو الدفع أو دعم التيار العمودي في المغرب العربي الكبير من يحملون راية العمودي أو الموزون ولا يخفى عليكم أن في مغربنا شعراء كبار، منهم من غادرونا ومنهم من مازالوا يبدعون.
- ما هي نظرتك للكتابة الأدبية بصفة عامة وكتابة الشعر بصفة خاصة ؟
 الكتابة سيدتي موهبة نعم، لكن هي رسالة وصل بين الموجود والمنشود، هي نقل لما نعيشه لما نعانيه لما نحلم به الشعر عهد بين الفرد والمجموعة البشرية، الشعر كما دأبه الإنسان إعلام في زمن غاب فيه الإعلام الصادق والشاعر عندي رسول وحرفة رسالة مقدسة.  
- يعاني الكثير من الأدباء من التهميش اليوم، خاصة الشعراء،  ما هي أسباب ذلك في نظرك؟
 أزمة الشاعر هي نتاج مستوى الحرف ومستوى التقبل للحرف الراقي، خاصة أنه كثر كتّاب الشعر وقلّة كتابة الشعر أيضا عدم دعم السلطات الثقافية للمسار الثقافي مقابل الدعم لأنشطة أخرى، مما خلق عزوف الشعراء عن الكتابة، أيضا لا ننسى غلاف تكلفة الطبع لهذا أصبحت القاعدة من له المال يطبع ولو كان مستوى الحرف رديء ومن لهم حرف راق ومادياته لا تكفي يلتزم الصمت.
- لقد ساعد عصر الرقمنة الكثير من المبدعين على الولوج بأعمالهم إلى القارئ والتواصل معه، ما هي في نظرك سلبيات وايجابيات هذه الوسائط الافتراضية؟
 التواصل الافتراضي له إيجابيات، منها إيصال الحرف والتواصل مع الغير، لكن يبقى افتراضي من ناحية قبول يغلب عليه النفور، كذلك كثرة الدخلاء على مجال الكتابة يجعل التركيز على الحرف الراقي.
- المعروف عليك تواصلك مع المثقفين في كل ربوع المغرب العربي الكبير والمشرق، هل هو حلم الثقافة العابرة للحدود و الوحدة الفكرية المغاربية والعربية ؟
 إن تواصلي المكثف مع شعراء من المشرق العربي وأشقاء مغاربة هو مسار أعتمده في مسيرتي الشعرية، فأنا دائما أعرف نفسي بأنني تونسي، مغاربي، عربي .. وأحلم بمهرجان مغاربي بحق لدعم الحقل الثقافي في المغرب العربي الكبير.
-  كيف هي علاقتك بالشعراء في الجزائر؟
 لا تسأليني عن الجزائر بل اسألي الجزائر عني .. لي في الجزائر أشقاء نتواصل دائما، بل لي مشروع طبع ديوان بالجزائر البيضاء ، بحول الله.
-  حدّثنا عن إصداراتك وما هي مشاريعك المستقبلية ؟
 لدي طبع ديوان شعري «مواكب الندى» بالجزائر وديوان شعري بسوريا «قلب الخرائط» أيضا لي مجموعة قصصية تحت عنوان «أحاديث»  وأخرى «بوح الضليل» وديوان شعر حر «حلم طائر» وديوان شعر عمودي» نهل من صلوات الخصب « وربي يوفقنا يا رب أيضا نشرت لي مجموعة من النصوص في دواوين مشتركة مع شعراء عرب و أوروبيين.
- كلمة أخيرة ؟
 أنا من هذا المنبر أدعو لمزيد من الالتحام بين شعراء مغربنا الكبير الزاخر بالطاقات الإبداعية شعرا رواية مسرحا وغيره. ختاما شكرا لكم ولجريدة الشعب وتحياتي للشعب الشقيق الجزائري الغالي على قلبي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024