الفنان عبد الحكيم ميموني

الحاجة إلى دعم معنوي ومادي

إيمان كافي

اعتبر الفنان عبد الحكيم ميموني المختص في فن الترميل النحت خلال حديث جمعه مع «الشعب» بمناسبة يوم الفنان أن أبرز ما يلح عليه الفنان  اليوم وفي جميع المجالات  هو الدعم المادي والمعنوي، مؤكدا أنه على الرغم مما قدمه الكثير من القائمين على هذا المجال .. لكن يبقى هناك نقص يتضح في غياب الإستراتيجية الضامنة لاستمرارية وتطوير الفنون بالشكل الذي يساعدها على تحقيق مكانة تليق بها.

وبالنسبة لفن الترميل والنحت فيرى المتحدث أن جميع أنواع الأعمال الفنية والتقليدية اليوم كما لا يخفى على أحد تعرف ركودا رهيبا وهذا راجع إلى نقص الطلب والاهتمام .. موضحا أن الكثير من الفنانين يجمعون على أهمية دعم هذا النوع من الفنون وشقائقه من الفنون الأخرى التي تتشابه معه في الكثير من المميزات من خلال إنشاء قرى سياحية مصغرة كفضاءات مركزية في كل منطقة وجعلها فضاء للترويج للمنتوجات والأعمال المحلية وجعله معرضا مفتوحا على الثقافة المحلية ومنه إلى الوطنية وحتى العالمية بما يعزز التعريف بمختلف الفنون والحرف والصناعات التقليدية المحلية ويساهم في حركية التبادل الثقافي والترويج للمناطق وثقافاتها ووجهاتها السياحية أيضا وفي نفس الوقت   يساعد الفنانين في تسويق أعمالهم   ويشجع الشباب على الاهتمام بالفن والثقافة بما يضمن استمراريتها وبقائها.
وبالعودة إلى تحديات تطوير فن الترميل وفن النحت يقول الفنان عبد الحكيم ميموني أن «أبرزها يتثمل في غلاء أسعار المواد الأولية وضغط ممارسة الأعمال الفنية في البيت نظرا لعدم إمكانية كراء ورشات قادرة على استيعاب  مختلف المقتنيات المطلوبة وتوفر مساحة للعمل والتركيز وهذا ما يشكل عائقا إضافيا بالنسبة للعديد من الفنانين ورغم ذلك فإن مستقبل هذه الفنون يبقى كبيرا وفي حاجة إلى تحفيز اهتمام فئة الشباب به، خاصة وأن تطوير هذا الفن والحفاظ عليه في حاجة إلى إبداع وأفكار جديدة عبر إدخال بعض المواد العصرية كمادة الغيزين ومواد أخرى يمكن إضافتها كتقنيات مستحدثة وستكون مساعدة على الحصول على نتائج مبهرة ومن شأنها أن تفتح المجال أمام الفن العصري الراقي الذي عادة ما يجذب الجمهور».
وهنا أضاف الفنان عبد الحكيم أن «منطقة الواحات الصحراوية تعد من بين أكثر المناطق الملهمة لتطوير هذا النوع من الفنون، حيث توجد الكثير من المواد المحلية التي بإمكاننا تحويلها إلى مقتنيات فنية رائعة وتسويقها على نطاق أوسع والأمر هنا يشمل الكثير من الحرف الفنية سيما التحف التي تجسد بعض المعالم السياحية التاريخية والثقافية المحلية والوطنية والتحف المنزلية العصرية وتعد من بين أكثرها طلبا فقط يتطلب الأمر عملا متقنا يلفت انتباه الزبون وتسويقا جيدا».
يذكر أن الفنان عبد الحكيم ميموني يعد من الفنانين الذين ارتبطوا بفن الرسم منذ نعومة أظافرهم أين تلقى مبادئه الأولى في ابتدائية ابن خلدون بمدينة تقرت كما  تتلمذ في المتوسطة على يد الأستاذ مصطفى كامل الذي كان من بين أكثر الشخصيات التي أثرت فيه، حيث كان يشجع التلامذة –كما قال محدثنا- على الرسم في المناسبات وعلى توسيع مجال إطلاعهم بمختلف الفنون وتعزيز ثقافتهم العامة حولها، مضيفا أنه حين اكتشف موهبته نصحه بمواصلة العمل على تطوير قدراته وإمكانياته الفنية.
وذكر محدثنا أنه كان من بين الشباب المحظوظين الذين عايشوا عصر التنشئة التربوية ودعم الموهبة والإبداع لدى الطفل ومرافقته من المدرسة، حيث تلقى دروسا على يد الأستاذ السوري شيرازي المختص في الفنون والرسم بثانوية الأمير عبد القادر خلال بداية الثمانينات وهو ما ساعده كثيرا على البحث عن ذاته المبدعة بين الفنون، حيث وبعد سنوات تطورت موهبته وحوّل اهتمامه نحو فن الترميل والنحت وصناعة التحف التي أضحت اليوم شغفا لا يمكن التخلي عنه ومازالت حافزا من أجل الإبداع ومزج عدة فنون ومواهب لتقديم أفضل ما عنده والمشاركة به في عدة معارض داخل الولاية وعبر مناطق مختلفة بالوطن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024