المتعارف عليه في منطق البناء أن قيام أي كيان يقتضي أساسا قاعدة ترتّب عليها لبنات أي سقف، كذلك كانت الحضارات المتعاقبة على مدى العصور باختلاف الايديولوجيات والأمكنة، وكذلك الشأن الثقافي الجزائري، وكل ما هو آت على ذات النحو إذا سلمنا طبعا لفرضية التعاقب كما سبق
الفجوة بين قدماء الثقافة باختلاف طبوعهم، والحداثيون صغار السنّ والخبرة معا لا زالت لم تصل بعد درجة الاتساع ولا الانحصار، لأنها منعدمة في ظل توازي الفكر بين الكلاسيكي وأفكار وايديولوجيات تبنّت الأطر العالمية التي اكتسحت بها العولمة كل مثقال حبة من خردل على وجه الأرض..
القدامى لا يمكنهم ولا يمكن لهم بأي حال من الأحوال النزول إلى درك التلاميذ لاستعراض خبراتهم، الاعتبارات في ذلك عديدة متعددة، وخذ لك النرجسية والأسبقية والخبرة بل والأحقية بالتقدير الصاعد من مرتادي القطاع، وفي الشق المقابل شباب ألهتهم الشهرة على الأصعدة كلها أن المشعل لا يمكن التحجج به إن لم يسلّم فعلا من حامليه، فعرف التواتر يشكل ارتكاز التاريخ والتأريخ.
لقاءات القدامى بحديثي الخبرة صار مطلبا ذا إلحاح شديد، فتأطير النخب ودمج الجيلين هو زبدة المنافسة الثقافية، بل مزيج سيرتقي بالجزائر الثقافية ارتقاء النجم حين يلوح للناظر ..
لكن .. السؤال خلف إشارته متسائلا: هل ينجح الوصال بين الجيلين ؟ إن كان الجواب إيجابا فهو النصر الأعظم وهو شروق لن يكدح ليله أبدا.