توفي في الكويت، في مستشفى مبارك الكبير، الشاعر السوري خالد جميل الصدقة، بعد إصابته بفيروس كورونا. الشاعر الذي كان مدرسا للغة الانجليزية من مواليد مدينة النبك بمحافظة ريف دمشق السورية، سنة 1956 ومن المفارة، ومن الصدف الغريبة أن أشهر قصائده (المعلقة الكورونية) وكتبها في شهر أفريل الماضي، محاكاة لمعلقة عمرو بن كلثوم (ألا هبّي بصحنك فاصبحينا) يصف فيها المرض بأنه انذار رباني نتيجة إنتشار الموبقات.
وهذه قصيدة (المعلقة الكورونية) :
ألا هُـــبِّــي بــكـمّـامٍ يـقـيـنـا
رذاذَ الـعـاطـسينَ وعَـقِّـمـينا
فـنحن اليومَ في قفصٍ كبيرٍ
وكـورونـا يـبـثُّ الـرعـبَ فـينا
إذا ما قد عطسنا دون قصدٍ
تـلاحـقُـنا الـعـيـونُ وتـزدريـنـا
وإنْ سعلَ الزميلُ ولو مُزاحاً
تـفـرَّقـنـا شــمــالاً أو يـمـيـنـا
وبـــاءٌ حـاصـرَ الـدنـيا جـمـيعاً
وفـــيـــروسٌ أذلَّ الـعـالـمـيـنا
تغلغلَ في دماءِ الناسِ سراً
فـبـاتـوا يـائـسـينَ وعـاجـزينا
يـقـاتلُهمْ بــلا سـيـفٍ ورمـحٍ
ويـتـركُـهـم ضــحـايـا مَـيِّـتـينا
أيــا كـوفـيدُ لا تـعـجلْ عـلـينا
وأمـهـلْـنـا نــخـبـرْكَ الـيـقـيـنا
بــأنّـا الـخـائـفونَ إذا مـرضْـنـا
وأنـــا الـجـازعـونَ إذا ابـتُـلينا
وأنــا الـمـبلسونَ إذا افـتقرنا
وأنـــا الـجـاحـدونَ إذا غَـنِـيـنا
وأنــــا الـبـاخـلـونَ إذا مـلـكْـنا
وأنـــا الــغـادرونَ بـمـنْ يـلـينا
وأنـــا قـــد ظـلـمْـنا وافـتـريـنا
وشـوَّهـنا وجــوهَ الـصـالحينا
وأنــا قــد هـجـرْنا كــلَّ حــقٍّ
وصـافـحْـنا أكــفَّ الـمـجرمينا
وأنـــا مـــا شـكـرنـا اللهَ حـقـاً
عـلـى نـعـمٍ أتـتـنا مُـصبحينا
وهـذي صـفعةٌ أولى لنصحو
ونـخـرجَ مــن حـياةِ الـغافلينا
وإلا فالمصائبُ مطبقاتٌ
ونرجو اللهَ دوماً أنْ يقينا