ساهمت الانتخابات الرئاسية في الجزائر في دعم سوق الأغنية الجزائرية، حيث تدعمت الساحة الفنية مؤخرا بعدد من الأغاني السياسية، التي تتغنى في معظمها بالمترشحين للرئاسيات، والتي تشيد ببعضهم وتنتقد آخرين، حيث ساهم الفنانون وبشكل غير مباشر في دعم الحملات الانتخابية.
تركت هاته الأغاني التي تداولتها على وجه الخصوص مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما «الفايسبوك»، انطباعا لدى الشباب الجزائري، على أساس أنها عبرت عما كان يختلجه من أفكار، كما أن منها من لقيت رفضا كونها في نظرهم حملة دعائية لمترشح عن الآخر.
فقد التف العديد من الفنانين حول هذا النوع من الأغاني والتي قد تعتبر في نظرهم فرصة لرواج أعمالهم الفنية، لاسيما وأنها رأت النور خلال أهم محطة تاريخية تمر بها الجزائر، لتدخل بذلك الأغنية الجزائرية عالم السياسة، حيث كانت البداية مع أغنية «تعاهدت مع الجزائر» التي أطلقها مجموعة من المطربين الجزائريين من مختلف الطبوع الفنية، يساندون عبر كلماتها عبد العزيز بوتفليقة، من بينهم الشاب خالد، مراد جعفري، حسين لصنامي، الشابة يمينة، محمد لمين، سليم الشاوي، عبدو درياسة، وقد تداولتها صفحات الفايسبوك بشكل مذهل لقيت إعجاب الكثيرين من خلال التعليقات التي رافقتها، واعتبرتها أغنية تتحدث عن حقيقة الرجل الذي خدم البلاد خلال عهداته السابقة، ولم يتوان العديد من المطربين من تنظيم حفلات فنية، عبر مختلف جهات الوطن، كمساهمة منهم لدعم المترشح الذي يستحق أن يعتلي كرسي الرئاسة، وهذا دليل على دخولهم معترك السياسة من أوسع أبوابها.
فالأغنية السياسية اجتاحت على وجه الخصوص مغني الراب، على اعتبار أنه واحد من الأنواع الفنية الأكثر رواجا لاسيما لدى فئة الشباب، والذي ظهر في بادئ الأمر ليصور الواقع الاجتماعي لمختلف الطبقات بدون استثناء، ويلعب دور الوسيط بين الشعب والسلطة.
غير أنه وفي الجزائر ومع دخولها غمار الانتخابات الرئاسية، تحول مسار أغنية الراب للقيام بحملات انتخابية ودعم مترشح على الأخر، حيث ظهرت على وجه الخصوص أغاني تدعم كل من عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس، وبالتالي انقسمت بين أغاني مؤيدة وأخرى معارضة لتشعل بذلك فتيل المناوشات بين رواد الفايسبوك، والذين أصبحوا بمثابة الجمهور الأول لمثل هاته الأغاني.
وعلى سبيل المثال لا الحصر أطلق مغني الراب «عزو» أغنية تحمل عنوان «معاك يا بوتفليقة، عهدة وراء عهدة» والتي مدح فيها إنجازات عبد العزيز بوتفليقة خلال عهداته السابقة، وقد لقيت بدورها رواجا معتبرا من قبل محبي الراب. وبالمقابل ظهرت أغاني أخرى مؤيدة لعلي بن فليس، حيث اشتعلت الساحة الفنية بأغاني مؤيدة لأهم شخصيتين مرشحتين للانتخابات الرئاسية، دونا عن المترشحين الباقين، والتي تؤيد بطريقة أو بأخرى انجازات ومسار بوتفليقة وعلي بن فليس في حملة دعائية غير مباشرة، على أمل تعبئة الشعب لاختيار المرشح الأفضل لتمثيلهم خلال الـ05 سنوات القادمة.
ففي هذا الصدد أطلقت «فرقة ميلانو» أغنية تدعم فيها علي بن فليس، وتشيد بانجازاته التي شهدتها الجزائر حين كان رئيسا للحكومة، وتدعوه فيها لمواصلة مهامه، وقد جاءت بعنوان «جيبولي الكارطة وخلوني أنا مع صوتي، وعلى بن فليس أنا راح أنفوطي»، حيث صنعت هذه الأغنية الحدث، واستمع إليها بن فليس خلال تجمع شعبي له بسكيكدة.
وإن كانت هذه الأغاني مؤيدة فقد ظهرت بالمقابل ألبومات أخرى معارضة، وعلى رأسها أغاني الفنان دوبل كانو الذي أطلق العديد من الأغاني خلال هاته الفترة.