الحجر أعاد الروح للإبداع
يقترح معهد «سرفانتس» بالجزائر صيغة جديدة لتعليم اللغة الإسبانية، بالاعتماد على المحاضرات المرئية. وقال المعهد إن هذا العرض، الذي سينطلق نهاية الشهر الجاري، متوفر حاليا للمبتدئين البالغين، وستسمح هذه الصيغة للمتدربين، في جميع أنحاء التراب الوطني، باختيار برنامج وفق أجندتهم. من جهة أخرى، شهدت مسابقة التصوير «إسبانيا من دارنا» أكثر من 100 طلب للمشاركة، وبإمكان الجمهور التصويت من أجل اختيار صاحبيْ الجائزتين الثانية والثالثة.
أعلن معهد سرفانتس بالجزائر عن إطلاق صيغة جديدة للدروس بالفيديو نهاية الشهر الجاري. ويتعلق هذا العرض الأول حاليًا بالمبتدئين البالغين الراغبين في تعلّم اللغة الإسبانية.
وحسب بيان المعهد، الذي تلقينا نسخة منه، فإنه «بالنظر إلى الوضع الحالي وتدابير الحجر الصحي، نقدم فترات زمنية متعددة، والتي ستسمح للأشخاص الذين يعملون في المنزل أو في الخارج باختيار برنامج وفقًا لأيامهم. وبذلك سنتمكن من الترحيب على منصاتنا عن بُعد بجميع الأشخاص المقيمين في جميع أنحاء التراب الوطني».
وأشار المعهد إلى أنه سيتم تقديم هذه الدروس عن طريق محاضرات مرئية، يقدمها أستاذ اللغة بمعدل 5 مرات في الأسبوع، ابتداءً من 31 ماي الجاري إلى غاية 12 جويلية المقبل. أما حجم الساعي لكل مستوى تعليمي فسيكون 60 ساعة. وبالنظر إلى الظروف الحالية، يتعهد معهد سرفانتس بتطبيق تخفيض خاص على هذه الدورات.
مواهب ومبدعون في الواجهة
عمل معهد سرفانتس بالجزائر على مواصلة النشاط الثقافي وتكييفه مع ظروف الحجر الصحي، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، كان المعهد، بالشراكة مع السفارة الإسبانية، قد أطلق مسابقة «إسبانيا من دارنا» للتصوير الفوتوغرافي، لأحسن الصور التذكارية ذات الاتصال مباشر بإسبانيا.
وأعلن المعهد مؤخرا أن هذه المسابقة، التي اختتمت في الفاتح من ماي الجاري، شهدت استقبال أكثر من 100 طلب. وبعد الاجتماع الأول للجنة التحكيم، تم إجراء الاختيار المسبق من خلال إزالة الصور التي لم تستوف قواعد وأهداف قواعد المسابقة، وكانت في أغلبها الصور التي تم التقاطها من خارج المنزل قبل الحجر الصحي.
واعتبر المنظمون أن «المشاركة الكبيرة في المسابقة دليل على تكيف الجزائريين مع الحجر دون أن يفقدوا روحهم الإبداعية وقدرتهم على التكيف مع أصعب المواقف». وقد تم تناول مواضيع مختلفة من قبل المرشحين، حيث تم تسليط الضوء على الموسيقى وفن الطهي وذكريات الرحلات السياحية وبالطبع كرة القدم. كما «تحتوي الصور العديدة الواردة على ملاحظات للتفاؤل والأمل في المستقبل والتضامن».
وإذا كانت الجائزة الأولى من اختصاص لجنة التحكيم، فإن اختيار الجائزتين الثانية والثالثة سيعتمد أيضا على مشاركة الجمهور. من أجل ذلك، فإن الصور التي تمّ اختيارها منشورة على صفحة الفايسبوك الخاصة بمعهد سرفانتس بالجزائر، وذلك إلى غاية 25 ماي الجاري، وسيكون بإمكان الجمهور التصويت من خلال الإعجابات من أجل اختيار الصور المفضلة. من جهة أخرى، سيتم إبلاغ الفائزين بالجوائز الثلاث عن طريق الهاتف و/أو عبر عنوان البريد الإلكتروني الذي قدموه لهذا الغرض، بعد أسبوع واحد من انتهاء التصويت العام.
للتذكير، فإن الهدف من هذه المسابقة هو السماح للجزائريين القابعين في منازلهم بالترويح عن أنفسهم، من خلال مشاركة ذكرياتهم ذات العلاقة بإسبانيا، عن طريق إرسال صورة تم التقاطها مع هواتفهم المحمولة أو كاميراتهم.
وقال منظمو المسابقة إن الوضع الصحي الحالي، بسبب وباء كوفيد 19، قلب حياة الناس اليومية رأساً على عقب، «وفي هذا السياق، فإننا مدعوون إلى إعادة التنظيم، وإعادة التفكير في طريقة حياتنا من أجل الحفاظ على أنفسنا وعلى من حولنا». كما أن احترام الحجر الصحي وتطبيق التباعد الاجتماعي «لا يمنعنا من الاستمرار في العيش والتخطيط للمستقبل»، «يجب علينا، أكثر من أي وقت مضى، ربط وتقوية روابطنا وتبادلاتنا بطرق مختلفة. إذا كانت جميع المؤسسات الثقافية اليوم في حالة جمود، فلن تتوقف الثقافة؛ إنه جسر، جسر للحفاظ على الاتصال».
كما أكد كل من السفارة الإسبانية ومعهد سرفانتس أن مثل هذه التظاهرات الثقافية الافتراضية «تأتي تحقيقا لهذه الغاية، في انتظار اللقاء مرة أخرى قريبا جدا مع مواعيد وتبادلات ثقافية جديدة، ومن أجل تعزيز العلاقات في مجال الثقافة أكثر من أي وقت مضى».