الأيام الوطنية الافتراضية للفيلم القصير

تألق فيلم «العربي ربيع» على منصات التواصل الاجتماعي

تندوف: علي عويش

شهدت الأيام الوطنية الافتراضية للفيلم القصير المنظمة من طرف المركز الوطني للسينما و السمعي البصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتويج فيلم «العربي ربيع» من ولاية تندوف للمخرج «مصطفى علوان» بالمركز الأول حسب تصويت الجمهور.

فكرة الفيلم الذي تم تصويره سنة 2016 فيها إسقاط لواقع دول الربيع العربي و ما شهدته من أحداث ، على المجتمع الجزائري.. و لكن بصورة إيجابية تبعث على الأمل و التفاؤل و تدعو الى نبذ العنف و الأفكار الشاذة.. حاول المخرج من خلال فيلم «العربي ربيع» إظهار حقيقة ما يسمى بالربيع العربي و إسقاط القصة على المجتمع الجزائري في قالب سينمائي شبابي حاول المخرج من خلاله توجيه الشباب الجزائري الى العمل أكثر كلٌ حسب مجاله لما فيه مصلحة المجتمع الجزائري.
فيلم «العربي ربيع» يروي قصة شاب جامعي من الجنوب الجزائري فرضت عليه البيروقراطية و المحسوبية امتهان بعض الحِرف التي لا يليق بمستواه التعليمي، ليواصل الشاب صراعه مع نظرة المجتمع لعمله في الورشة و شعوره المتواصل بالذل و الحقرة ما أدى به الى التفكير في الانتحار بعد تفاقم أوضاعه الاجتماعية و تخلي خطيبته عنه لأسباب مادية.
و لكن سرعان ما تنقلب أحداث الفيلم بشكل تراجيدي و يقرر الشاب «العربي ربيع» التخلي عن أفكاره السلبية و الشروع في سلوك طريق آخر بعدما أدرك أن التغيير الذي يطمح الى إحداثه سيكون بيد الشباب.
يرى «مصطفى علوان» مخرج الفيلم و كاتب السيناريو أن تتويج «العربي ربيع» بالمركز الأول بعد 04 سنوات من إنتاجه هو دليل على التحول الكبير في فكر الشباب الجزائري و ابتعاده تدريجياً عن الأفكار الشاذة و انغماسه أكثر في عملية البناء، مضيفاً بأن الفيلم الذي أُنتج سنة 2016 يتطرق للمرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد و التي أتاحت فرص أكبر للشباب من أجل إخراج طاقاته و المشاركة بقوة في بناء المجتمع و هو ما جعله يفوز بتصويت الجمهور و يفتك المرتبة الأولى في المهرجان.
قال «مصطفى علوان» أن الوضع السياسي الذي تمر به البلاد اليوم و التوجه نحو بناء جزائر جديدة شكّل أرضية خصبة لتفجير طاقات الشباب و فرصة سانحة ليأخذ الشباب بزمام الأمور و الانغماس أكثر و بشكل إيجابي في عملية البناء و التشييد، داعياً في الوقت ذاته الى الى ضرورة المشاركة بقوة كلٌ حسب تخصصه و عدم الجري وراء موجة التقليد الأعمى و تكرار تجارب الآخرين، بل ينبغي لكل شاب جزائري البحث عن ذاته و طاقاته الإبداعية الخاصة و محاولة صقلها و تطويرها الى الأحسن.
لدينا أزمة سيناريو في الجزائر
انتقد المخرج «مصطفى علوان» الباقة البرامجية المقدمة في بعض القنوات الخاصة خلال شهر رمضان، مؤكداً بأن هذه القنوات الخاصة أصبحت تبحث عن الضجة الإعلامية و نسبة المشاهدة العالية و لا يهمها محتوى العمل، و أن بعض المسلسلات و البرامج المعروضة على الشاشات خلال شهر رمضان «لا ترقى الى مستوى عمل محترف».
قال «علوان» أن مجال صناعة الأفلام بات يستقطب الكثير من الدخلاء الذين حققوا نجاحاتهم عن طريق كثرة المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي دون تقديم مادة إعلامية أو سينمائية هادفة تحترم خصوصيات المجتمع الجزائري و أعرافه، و يضيف المتحدث أن الأمر نفسه ينطبق على كتابة السيناريو بدليل أن بعض القنوات الخاصة توقفت أو سحبت بعض الأعمال من باقتها الرمضانية و سارعت الى الإعتذار للجمهور الجزائري بعدما أدركت حجم الخطأ الذي وقعت فيه، فمجال السينما اليوم في الجزائر -يستطرد قائلاً-يعيش أزمة سيناريو حقيقية رغم وجود العديد من الأفكار الهادفة إلا أنها تحتاج الى من يترجمها في سيناريو هادف يراعي مبادئ و خصوصيات الأسرة الجزائرية المحافظة.
من جهة أخرى، أشاد «علوان» باحترافية بعض المخرجين و كتاب السيناريو الشباب الذين أبانوا على قدر كبير من الاحترافية في عالم السينما، داعياً الى إتاحة الفرصة لهم من أجل الوصول إلى عمل سينمائي من شأنه إحداث الفرق في مجال السينما و إرجاع الجزائر الى موقعها الريادي في مجال صناعة الأفلام، مشيراً إلى أن ولاية تندوف و رغم إمكانياتها المحدودة إلا أنها تزخر بطاقات شبانية هائلة و رصيد لا يستهان به من التتويجات في مجال الأفلام القصيرة و المسرحيات، على غرار فيلم «رسالة الى أوباما» لمخرجه «أمحمدي محمد» الذي افتك العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية كان آخرها مهرجان الفيلم القصير في المكسيك و فيلم «سينيال» لمخرجه «مصطفى بريبي» الذي هو الآخر حاز على العديد من الجوائز ، كما حاز على شرف المشاركة في مهرجانات سينمائية في كل من سوريا و مصر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024