من شيكاغو الأمريكية، يعود ركن «رمضانيات مثقف» إلى الجزائر ليحط الرحال بولاية المسيلة المضيافة، وليسلط الضوء على عادات الكاتب والباحث قارة مبروك بن صالح، في أيامه وسهراته الرمضانية خلال هذا الظرف الاستثنائي الذي فرضه الحجر المنزلي للوقاية من انتشار فيروس كوفيد.19.
اعتبر المؤلف والكاتب والناشر د.قارة مبروك بن صالح الزيدي، من الكتاب الذين شرفوا المسيلة في عديد المحافل برصيد كبير من الكتب فاق 22 مؤلفا، تطرق من خلالها إلى تاريخ تعاقب الحضارات وتطور المدن والأنساب والتركيبة الاجتماعية للمجتمع الجزائري، إضافة إلى الأدب، والعلوم الإسلامية، والتصوف، ومسار أعلام الجزائر والوطن العربي، خاصة أعلام المسيلة ومنطقة بني حماد.
وأكد قارة حديث لـ «الشعب» حول مساره الثقافي، أنه من أصحاب هواية الاطلاع على العالم الخارجي، انطلاقا من البحث في التاريخ والجغرافيا منذ نعومة أظافره، وهي الهواية التي دفعته يقول «إلى القيام بعدة زيارات للعديد من المحطات، بداية بالمغرب وفرنسا وجزء من إيطاليا والسعودية وأبوظبي وبلجيكا».
وقد شارك أيضا في الكثير من الملتقيات الوطنية والدولية، مثل ملتقيات الاتحاد العالمي للتصوف والرابطة العالمية للشرفاء. كما يشرف قارة مبروك على الطلبة في تحضير رسائلهم أو أطروحاتهم في الليسانس والماستر والماجستير، خاصة في الحضارات التاريخية والتراث، هذا بحكم يقول: «امتلاكي للمراجع والمصادر وأحيانا أكون أنا المرجع فيما يتعلق بمنطقة المسيلة لدرايتي ومعايشتي لها».
ومما يشجعه أكثر، أنه غاص في بحر العلوم المختلفة بأكثر من 30 ألف نسخة ولم يتلق أي عتاب أو انتقادات أو ظلم لأحد وكل من يراسله أو يعقب على أعماله يكون بالشكر والثناء.
وعن عاداته في شهر الفضيل، كشف قارة مبروك أنه يقضي «يومياته في ظل جائحة كورونا والحجر الصحي كأي مواطن تعود على الوضع وخلق قنوات متعددة للتواصل مع الأصدقاء والكتاب والأهل من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أين يتم مشاركة الآراء والمواضيع حول كتاباته التي يتطرق فيها حول الوضع الحالي عبر التويتر، كما يقوم يوميا بالتصفح الافتراضي لعدة جرائد، على غرار جريدة «الشعب» وكذا الرد على الأسئلة الكثيرة التي توجه له من داخل الوطن وخارجه للاستفسار عن جديد كتاباته».
ويقوم مبروك أيضا، ببرمجة وتنظيم سير عمله اليومي على النمط المذكور، الأمر الذي دفعه للقول إن الحجر المنزلي بسبب انتشار فيروس كورونا هو بالنسبة له فرصة لخلق جو للتفكير في التأليف، فلا وجود ـ بحسبه - للفراغ، لأنه يعكف على قضاء يومه في المنزل بين البحث والدردشة على منصات التواصل الاجتماعي وكتابة وتحضير مؤلفاته الجديدة للنشر.
أما بخصوص السهرات، التي ألغى الحجر الصحي سبل قضائها خارج البيت، يقول المتحدث، بعد قضاء مستلزمات البيت في النهار أعتكف على قراءة القرآن الكريم وختمه عدة مرات.