سطرت مديرية الثقافة بولاية المدية، لشهر التراث، مجموعة من النشاطات المكثفة والبرامج الهادفة، في إطار رقمنة القطاع، تحت شعار: «معارج الأرواح ومقامات الأفراح».
كشف ابراهيم بن عبدالرحمان، مدير القطاع بالولاية في تصريح لـ «الشعب» : «لا يختلف إثنان على أن للثقافة دور محوري وجوهري في مواجهة تحديات الأمم، والمساهمة في إيجاد المخرج من أزماتها ونوائبها، وانه بإمكان المثقف والفنان الإسهام أكثر في هذا المسار، وذلك بإثراء الفعل الثقافي وتعميمه وتعميقه حتى يبرز مقومات الأمة ويحافظ على هويتها».
وضمن هذا الإطار، أكد مدير الثقافة، بأن مصالحه قامت، ومن خلال المؤسسات الثقافية تحت الوصاية « دار الثقافة حسن الحسني والمتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية» بتسطير برنامج ثري يتماشى مع روحانية الشهر الكريم، وعادات وتقاليد المواطن، لتصنع فسيفساءا تعبر عن مدى ثراء الموروث الثقافي للولاية، سواء منه المادي أو اللامادي، حيث على مدى 25 يوم، بدءا من تاريخ 26 أفريل الفارط، تم الشروع في تجسيد هذا النشاط على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بفعل ثقافي روحاني، متمثل في بعث مسابقة أحسن شعر في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومسابقة أحسن أنشودة دينية، وهذا إيمانا من القائمين على القطاع بالولاية، بأن رمضان المبارك هو مناسبة لزرع الثقافة الدينية عند الأطفال مما يسمح بنقل هذا الموروث الثقافي بين الأجيال، لتتواصل النشاطات وتتنوع حسبه لتشمل الأمثال والحكم وفنون الكلام، وكذا البوقالات وذلك من خلال نشاط فيسبوكي رقمي على اعتبار أن الأدب الشعبي في عمومه هو موروث ثقافي ثري بالولاية، حيث يرسم جمالية تجارب المجتمعات المتعاقبة في الأزمنة، كما يتسم بجمالية لغوية راقية، تصور مختلف مناحي الحياة بلغة يفهمها الجميع ويتفاعل معها بإيجاب هذا دون أن ننسي العروض الفكاهية والسهرات الإنشادية التي يحييها فنانون محليون كان لبعضهم الصدى القوي خارج الولاية وحتى خارج الوطن.
أوضح بن عبد الرحمان، على اعتبار أن ذكرى مجازر 08 ماي 1945 تحل علينا خلال هذا الشهر الفضيل، فقد برمجت فعاليات ثقافية متمثلة في بث أناشيد وطنية وعقد ندوات افتراضية بالمناسبة، مختتما حديثه «تلكم هي أهم المحاور التي برمجت من طرف قطاعنا، حيث تناغم فيها الدين بالثقافة، والروحانية بالترويح عن النفس دون أن نهمل اللفته التضامنية التي قام بها القائمون على القطاع بالولاية، حيث تم منح 300 كتاب لمستشفى قصر البخاري، وهذا مساهمة منهم في خلق فضاء قرائي لنزلاء المستشفى، مما سيترك فعلا انطباعا حسنا لدى المواطنين، كما يسهم في المساعدة على تجاوز هذه الجائحة التي تمر بها بلادنا والعالم كله».
في سياق هذا التناغم الافتراضي، نظمت دار الثقافة مسابقة الصائم الصغير، وسلسلة من الحكواتي للفنانين سعاد فخار، مراد مجرام ويوسف صوالحي يوميا ابتداء من الساعة الثالثة مساءً، مع تقديم مجموعة من العروض المسرحية كوميدية مثل «جي.بي.آس» الحائزة على جائزة المهرجان العربي للمسرح بالأردن، مسرحية بروسي الحائزة على جائزة المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، «بكالوريا» الحائزة على جائزة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، بالإضافة إلى «خونة وسارق» ومسرحية «ما بقات هدرة»، إلى جانب تنظيم وقفة مع ليالي المدية للمديح والإنشاد ستبث فيها حفلات للمديح والإنشاد لنجوم جزائريين كانوا قد حازوا على لقب منشد الشارقة.
كما سيكون عشاق السينما مع عروض لأفلام وثائقية، كفيلم قصير بعنوان ضياع، وآخر بعنوان سيدي بومدين الغوث، وكذا فيلم ديني بعنوان عبد الحميد بن باديس، ناهيك تقديم سلسلة محاضرات مهمة سيلقيها دكاترة أكادميون من مختلف جامعات الوطن على مدار خمس ليالي، حيث سيكون فيها النقاش مفتوحا من خلال التعليقات في الصفحة على أن يرد الأساتذة المحاضرون على كل المتسائلين، علاوة على تنظيم 03 عروض من ليالي المدية للمونولوغ والفكاهة، فضلا عن أنه سيتم «أوبيرات اشهد يا تاريخ»، بمناسبة مجازر 8 ماي واليوم العالمي للسلام .