يعود ركن «رمضانيات مثقف» الذي عوّدت «الشعب» قراءها عليه، منذ سنوات، ليسلط من جديد الضوء على عادات أهل الثقافة والفن والأدب والإعلام، خلال الشهر الفضيل، وبالبداية هذه المرة ستكون استثنائية لأن الحديث لا يقتصر على شخص واحد بل على عدد كبير من نساء الصحافة والإعلام اللواتي شكلن مجموعة على الفاسيبوك للتعارف فيما بينهن وللدردشة ومناقشة عديد الأمور الحياتية، وكذا التعريف بمواهبهن في الطبخ والفن والإبداع، بعيدا عن واقع مهنة المتاعب.
«ضعي عنك القلم، والمكيرفون، والكاميرا وافتحي صندوق هواياتك وإبداعاتك في مجال الطبخ، والخياطة، والطرز، والرسم... وهذه الصفحة «صحفيات كل صبع بصنعة» هي مطبخك، هي مرسمك، هي بيتك الذي تستريحين فيها بعد عناء العمل، شمّري عن ساعديك لتُبهري العالم بقدراتك على صنع أشهى الأطباق، وأفضل الإبداعات في مختلف شؤون البيت، من أجل تغيير تلك الصورة النمطية التي التصقت بالصحفية التي تنام وتستيقظ على الأخبار والصور»: هذا هو شعار مجموعة «صحافيات كل صبع بصنعة» التي أوجدت، مند أسبوع فقط، على منصة التواصل الاجتماعي فايسبوك، ليصل عدد المنخرطات فيها إلى أزيد 2478 عضوة ـ وهو الرقم المسجل وأنا أحرر المقال ـ.
الفكرة هي تجسيد لحلم جميل لطالما راود الصحفية نادية شريف، وصديقتها سمية سعادة، وتجسد افتراضيا بعد انضمام الإعلامية فرح سراوي، حيث تم فتح صفحة المجموعة على منصة التواصل الاجتماعي فايسبوك لينخرط فيها عدد هائل من الصحفيات الجزائريات، من كل الوسائل الإعلامية السميعة البصرية، والصحافة المكتوبة والالكترونية، ومن داخل وخارج البلاد، هذا إضافة إلى مكلفات بالإعلام والاتصال، أستاذات وطالبات الصحافة والإعلام وكذا كاتبات ومختصات في العديد من المجالات الاجتماعية والثقافية والرياضية.
وأصبحت مجموعة صحفيات كل صبع بصنعة»، مند تأسيسها فضاء لحواء الإعلامية لتبادل وصفات الطبخ والتعريف بالعادات والتقاليد لكل منهن وخاصة خلال شهر رمضان، إلى جانب فتح النقاش حول شؤونهن اليومية. والأجمل من ذلك أن الفكرة شجعت على التعارف بين زميلات المهنة داخل وخارج البلاد، وسمحت للكثيرات بالتعريف بعاداتهن وتقاليدهن خلال رمضان، وعن الأطباق التي غالبا ما تحضر بعد صلاة الفجر لأن ساعات العمل طويلة خاصة في السمعي البصري...
الاشتراك في المجموعة ساعد العديد من الصحافيات على الإفصاح عن مواهبهن في الرسم والكتابة وفن الديكور وغيرها من الإبداعات التي تضاف إلى تمكنهن من رفع التحديات المتعددة التي تفرضها يوميا عليهن مهنة المتاعب، وكشفن من خلال الصفحة أن الإعلامية الجزائرية قادرة على تحمل مسؤولياتها في الداخل والخارج وأن الصورة المغلوطة، إنهن نساء شغوفات إلا بمسارهن المهني قد حطمها كشفهن عن قدراتهن الكبيرة في تولي زمام الأمور وبجدارة حين يحين وقت الإبداع المنزلي، وعلى تمكنهن من الموازنة بامتياز بين واجباتهن المهنية والعائلية والمنزلية.