كشف الخطاط العصامي عبد السلام كسكسة ابن عاصمة التيطري بالمدية، أن أيام الحجر الصحي ،مكنته من انجاز عدة لوحات فنية في غاية من الدقة والتركيز ، باعتبار أن ذلك يتطلب حسبه تأن ووقت كبير.
أكد الفنان كسكسة في تصريح لـ «الشعب « « لقد كرست الوقت والجهد لتجسيد افكاري و اطلاق العنان لموهبتي ، خصوصا وأنني لست من النوع الذي ينزعج لمثل هذا الظرف ، خصوصا واني في الكثير من الوقت في تواصل دائم مع الأصدقاء داخل وخارج الوطن عبر الانترنت «.
وأضاف محدثنا المختص في خط الثلث ، بأنه بالإضافة إلى انجاز هذه الأعمال الفنية الدقيقة « أقوم أيضا ببعض الأنشطة بصفة يومية ويتم عرضها في الفيسبوك، حيث يسمح لنا العالم الأزرق بتبادل النصائح و الإرشادات و النقد الايجابي لأعمالنا ، كما يوجد بعض الأصدقاء من يقدم دروسا على المباشر، و منهم من يعرض فيديوهات مسجلة على طريقتهم في «الطوابة» أو انجاز اللوحة الخطية أو»الحروفية» ، وكل على قدر علمه وتجربته».
وعن تخصصه قال « أنا أعتز بميلي لخط الثلث بنوعيه- الجلي والدقيق- و كل نوع عنده خصائصه و أدواته ، كما أن خط الثلث الدقيق يمتاز عن غيره من الخطوط ، على أنه قرين مع خط النسخ... لذا فأنا أجد نفسي مضطرا في حالة إنجاز لوحة في الثلث الدقيق أن أكتب معه خط النسخ» .
واصل حديثه قائلا « أنا لم أتلق أي نصائح بملازمة منزلي ، لكوني مجبرا بالبقاء به بصفة تلقائية، مثل الناس الآخرين ، من منطلق أنه من يملك صنعةمثل الخط والحمد لله بيده، فإنه لن يشعر بالملل من كثرة المكوث في البيت طويلا، فضلا على أني أقوم بأعمال صيانة و أعلم أبنائي بعض الأشغال اليدوية، علاوة على قيامي بتصليح عدة أجهزة كانت معطلة مثل ماكنة الخياطة المنزلية و صنع القهوة ، إلى جانب بعض أشغال الصيانة ،مثل طلاء الأبواب و تصليح الأقفال بالبيت، كما سمح هذا الحجر لبناتي من تعلم أسس الخياطة بالماكنة، أما الصغار فأتيحت لهم فرصة اللعب ومداعبة العجينة، مشكلين منها أشكالا و أجساما معبرة عن أفكارهم».
واصل كسكسة حديثه « بصفتي كفنان عصامي ، فانا اعتبر بأن الخط هو هواية، وليس مصدرا للرزق ، لكن له دور كبير في راحتي النفسية ،إذ عند عودتي الى منزلي كل يوم أجد نفسي مجبرا على ملامسة الريشة للترفيه على نفسي بساعة أو ساعتين ، حيث أكتب فيها او أصنع فيها لوحة أشارك بها في ملتقيات أو مهرجانات قادمة أو مسابقات، كما أؤكد في هذا المقام بأنه كانت لي عدة خرجات إلى اسطنبول، فتعلمت الكثير من صنائع الخط من،كصناعة الورق و تقهيره و صناعة الحبر و صناعة الأقلام بشتى أنواعها ، و الزخرفة ، شاكرا في هذا الصدد ،وزارة الثقافة التي لم تبخل عليا ابراز أعمالي في كل مهرجانات الخط والزخرفة التي أقيمت منذ 2007 الى يومنا هذا، حيث كانت تقدم لنا الدعوات للحضور ، وقد تعلمنا منها الكثير» .
اختتم الفنان كسكسة حديثه بالقول « بان ملازمة البيت صارت بالنسبة لنا أكثر من وأحب أخلاقي ، بحكم أننا فقدنا جيران وأقارب بسبب هذا الفيروس ، الذي هو فعلا حقيقي و لا أحد ينكره ، على أمل أن تكون هذه الجائحة أزمة عابرة بأقل خسائر وتكاليف ، لكوننا معنيون بما تقوم به السلطات ، لان ذلك هو خير للبلاد و العباد ، بالرغم من قساوة الحجر و المكوث في البيت بالنسبة لعموم الناس» .