تأثر معظم فناني قسنطينة بخبر وفاة القامة وشيخ الموسيقى الأندلسية «قدور الدرسوني» الذي لطالما اعتبروه مدرسة لكافة الطبوع الأندلسية، نعاه الكثير ورافقه العديد من تلاميذه ورفقاء مسيرته الفنية الطويلة إلى مثواه الأخير، بالرغم من التعليمات الصحية المفروضة بسبب انتشار فيروس كورونا.
«الشعب» رصدت بعض الآراء في مكالمات هاتفية مع بعض الفنانين.
عدلان فرقاني: له بصمة في المالوف
صرح الفنان الصاعد «عدلان فرقاني» لـ «الشعب» ناقلا حزنه الكبير بفقدان الشيخ الكبير «قدور الدرسوني» الذي كان، يقول - صديق وأخ للحاج محمد الطاهر فرقاني، الله يرحمه والذي رحل هو الآخر تاركا وراءه حزنا عميقا في قلوب سكان المدينة وفي قلوب كل من عرفه وتتلمذ على يده. اليوم فقدت قسنطينة قامة من قامات المالوف القسنطيني ونحن متأثرين بهذا المصاب الجلل ونعزي أنفسنا فيه، لأنه كان من الشيوخ الذين تركوا بصماتهم الفنية وعزموا أن لا يرحلوا حتى ان يتركوا وراءهم جيلل فنيا وبامتياز، مفيدا بأنه كفنان صاعد سيحافظ على الأمانة التي تركوها لهمو بدءا من الفقيد الحاج الفرقاني وصولا للشيخ الدرسوني، وسنحافظ على تراثنا ولن نتركه لرياح الاندثارو لأنه وببساطة تاريخ قسنطينة وحاضرها ولن نتركه يضيع من أيادينا، وسنحمل المشعل ونرفع التحدي ونكمل المشوار».
عادل مغواش: صارم في تدريس الفن وتعليم كيفية استخدام الآلات
الفنان عادل مغواش من جهته تأثر بوفاة الشيخ القامة الذي وصفه بالمدرسة الأندلسية والذي كان من الشيوخ القلائل إلى جانب شيخ التومي الله يرحمه، الذين كانوا يقومون بالغناء ويملكون في ذات الوقت مدارس يعلمون من خلالها أجيالا حتى لا يندثر بغيابهم عن الساحة الفنية. كان معروفا بصرامته في تدريس الفن وتعليم كيفية استخدام الآلات الموسيقية، حيث تخرج على يديه فنانون وصفوا جميعا بالمهارة في العزف والغناء، على غرار تواتي توفيق، عباس ريغي، بن ثابت والإخوة بن جبار، هولاء اليوم وغيرهم هم من سيحملون مشعل الفن الأندلسي بعد رحيل كبار الشيوخ بالمدينة، هذا ما يدفعنا اليوم للعمل بجد لرفع التحدي والحفاظ على الفن الأندلسي المعروف بالمالوف، إكراما لهم كقامات كبيرة عملت واجتهدت لعقود من الزمن لتطويره ونشره عبر الوطن وخارجه.
مالك شلوق: سيبقى نجمه ساطعا
من جهته تحدث لنا الفنان «مالك شلوق» أنه وبمجرد سماعه خبر وفاته كان كالصاعقة، حيث قال إن وفاة الدرسوني يعتبر وفاة المالوف بقسنطينة باعتباره عميد المالوف وشيخ من شيوخه العظماء الذي علم وترك وراءه أرماده من الفنانيين ومن خيرتهم، حيث كان رحمه الله يعلمنا أساسيات الفن الأندلسي، وهو الفنان الوحيد الذي كان يعلمنا بدون أي نقصان، قسنطينة والجزائر خسرت شيخ كبير سيبقى نجمه ساطع رغم رحيله عن مدارس المالوف، كان من مؤلفي مؤلفات عن الموسيقى الأندلسية منهم الموشحات والأشجان طبعت في ثلاث فصول، جوهر الحسان، نوبة المالوف، وغيرها من مؤلفات فنية مهمة جدا تضم أساسيات الفن.
زين الدين بوشعالة: «كنت أحد طلابه وكان من أروع المعلمين
من جهته تحدث الفنان «زين الدين بوشعالة « الذي تأثر شديد التأثر لوفاة الفنان القامة «قدور الدرسوني» الذي يعتبر شخصا مقربا لعائلته، هذا المدرسة الذي علم الفن الأندلسي لأجيال متتالية، والذي تعلم بوشعالة أساسيات الفن عن الشيخ الدرسوني في صغره بالمركز الثقافي بقسنطينة سنة 1978، مؤكدا في ذات الشأن أن الشيوخ الذين رحلوا تركوا إرثا عظيما سيتوارثه محبو وفنانو المدينة المعروفة بعلمها وفنها المميز، والأهم أنه يوجد كوكبة من الفنانين والأجيال يحملون راية الفن الأندلسي ويحافظون عليه.
بوشعالة أكد أن الجزائر، وليست قسنطينة فقط خسرت قامة وشيخا كبيرا في الفن بمدينة لم تشتهر سوى بفنها وعلمها وتقاليدها التي لن تجدها سوى بسيرتا الهوى، ليشكر من على منبر جريدة «الشعب» رئيس الجمهورية وكل أسلاك الأمن وعلى رأسهم قطاع الصحة ومستخدموه، أطباء كانوا أو أفراد الجيش الوطني الشعبي على المجهودات المبذولة لمحاربة فيروس كورونا، داعيا في ذات الشأن المواطنين إلى ملازمة المنازل واحترام الحجر المنزلي إلى حين القضاء على هذا الوباء.