يعرضها افتراضيا متحف الفنون بالمدية

مجموعتان للأواني الفخارية والنحاسية العتيقة

المدية: علي ملياني

 يرافق متحف الفنون والتقاليد الشعبية بولاية المدية، متتبعيه في هذا الحجر الصحي، بنشر مجموعة من المواضيع الهادفة، عن طريق بوابته الإلكترونية، بعد غلقه قاعات العرض وتعليق النشاطات الثقافية والعلمية والبيداغوجية، وخاصة تلك التي كانت مبرمجة للأطفال أثناء العطلة، بسبب انتشار وباء فيروس كورونا.

المبادرة انطلقت تحت شعار «خليك في دارك... سلامة الجميع سلامتنا»، ويدعو من خلالها المتحف زواره الافتراضيين إلى التعرف على محطتين على مجموعة الفخار ومجموعة النحاس.
يقدم الشريط المجموعة الأولى التي تعتبر من أقدم الحرف التقليدية، التي ظهرت في العصر الحجري الحديث، حيث يشير الشريط الرقمي إلى أنها نشاط نسوي بالدرجة الأولى، لأن المرأة بتجهيز بيتها بالأواني الفخارية تجد ضالتها في حياتها اليومية، من خلال الأواني لتقديم الطعام، وأخرى لحفظ الماء، والطهو، وأدوات الإنارة، ويتم تشكيل الأواني بعدة طرق منها، تحضير المادة الأولية «الطين». ويعرج الشريط على عملية التشكيل، حيث هناك عدة طرق منها «التشكيل باليد»، «تشكيل الحبال الطينية أو الشرائح الطينية»، «التشكيل بالقالب»، أو «التشكيل بالدولاب»، لتأتي مرحلة التجفيف، حيث توضع الأواني المشكلة في مكان رطب لتتصلب العجينة، وبعدها يتم عرضها للشمس، إلى غاية عملية الحرق أو «التفخير»، ثم توضع الأواني في درجة حرارة ما بين 900 إلى 1100 درجة، وذلك يكون حسب نوع الطين، والحرق يكون في الفرن، لتختتم العلمية بالزخرفة والتلوين، وتزيين الأواني برموز تجلب الفال الحسن والبركة والخير، وزخارف ترمز للخصوبة والقوة.
في ذات السياق، عرض المتحف مجموعته الثانية والمتعلقة بالنحاسيات، مؤكدا بأن هذه الصناعة الحرفية الرائعة عرفت في الجزائر ازدهارا ورواجا كبيرين عبر الفترات الاسلامية، خاصة في الفترة العثمانية لتميزها بالدقة والإتقان في الصنع والزخرفة، كما احتلت مكانة مرموقة في المدن السكنية الكبرى، فكانت كل مدينة تتميز عن الأخرى بأنماط فنية وتقنية خاصة بها.
 وأشار العرض الخاص بهذه المجموعة، الى أنه بفضل التأثيرات الخارجية المختلفة، سواء العثمانية أو الأندلسية، أعطتها زخرفة أكثر انفتاحا وتميزا، وقد كونت نحاسيات الجزائر مدرسة خاصة تميزت بالمزج بين تلك الفنون والفن المحلي، وانتشرت بذلك عبر مختلف مدن الجزائر أهمها، مدينة الجزائر، والتي عرفت عددا كبيرا من النشاطات الصناعية بسبب توافد العديد من الحرفيين والفنانين منذ بداية القرن 9 / 10م، والذين نشطوا الصناعة النحاسية، بما أضافوه من أساليب صناعية وزخرفية، ميزتها عن غيرها من المدن.
ومن أهم الأواني المعروفة في هذه المدينة هناك الأباريق، الأطباق بأنواعها، والدلاء بأشكالها والميضئات، وقد تميزت مشغولات مدينة الجزائر بنقش زخرفة البراعم والأزهار، كما اشتهرت مدينة قسنطينة بهذا النوع من الصناعة التقليدية، كونها كانت تعتبر ثاني مركز بعد الجزائر، وامتاز سكانها بالتحضر ومزاولة مختلف الحرف، وقد أنتجت مختلف المشغولات النحاسية منها، الصواني وأواني الحمام والأطباق(طبسي العشوات)، وعرفت أيضا بالقطارة الخاصة بتقطير الورد.
اشتهرت أيضا بهذه الصناعة مدينة تلمسان، حيث اعتبرت، كما جاء في العرض الافتراضي « من أهم المراكز لصناعة النحاس التي تتميز بالطابع الأندلسي، والذي يظهر جليا في التحف النحاسية مع ظهور أسلوب مميز، خاصة على يد الحرفي بن قلفاط، الذي نجر النحاس بواسطة إزميل حاد، وأصبح بذلك متداولا عند الحرفيين التلمسانيين، فأعطى لمدينة تلمسان طابعا خاصا، وأسس لظهور لون مميز مستقل عن غيره من أساليب الضرب على النحاس، فتكونت بذلك مدرسة تلمسانية في صناعة الأواني والتحف النحاسية، وقد اختصت هذه المدينة في صناعة الثريات والمصابيح.
وبعيدا عن عاصمة الزيانيين، عرفت مدينة الأغواط بجنوب البلاد أيضا بصناعة نوع من الأباريق خالية من الزخرفة، يميزها عن باقي المدن الأخرى، مما أهلها لأن تكون كمركز مزدهر لإنتاج التحف النحاسية، في حين شهدت بلدية بوغار، بحكم قربها من المدية ازدهارا كبيرا في المجال الفني، نظرا لوجود عدد كبير من الحرفيين في مجال الصناعة النحاسية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024