كان من المقرّر أن تكرّم اليوم «جمعية الألفية» لسيد علي بن سالم الممثّلة القديرة فريدة كريم بالمسرح الوطني، وهذا بالتّعاون مع العديد من الشّركاء في المجال الفني، إلاّ أنّ الحفل تمّ إلغاؤه بعد قرار السّلطات العمومية بتأجيل جميع النّشاطات الثّقافية إلى موعد لاحق، وقايه من فيروس «كورونا».
تعتبر هذه الالتفاتة اعترافا وتقديرا لمسار هذه المرأة التي اقتحمت هذا العالم وهي طفلة صغيرة لم يكن سنها يتعدى 10 سنوات، إلى جانب عمالقة الفن آنذاك علي عبدون، علي فضي، محمد ونيش، كشرود، النها وغيرهم ممّن صنعوا مجد الإرهاصات الأولى للمسرح الجزائري.
وكان أول ظهور لها سنة 1963 في المسرح الإذاعي، والمشاركة في حصّة «جنّة الأطفال» لمحمد بوثلجة رفقة زهير عبد اللطيف، وتواصل هذا المسار إلى غاية تلقّيها عروض المشاركة في مسلسلات لمخرجين جزائريّين خاصة منها الدرامية أو المسلية «كجمعي فاميلي» و»ناس ملاح سيتي» لجعفر قاسم.
ويكون هذا التّكريم متبوعا بوصلات غنائية ذات الطابع العاصمي، علما أنه تم الطلب من رئيس جمعية الألفية سيد علي بن سالم تنويع وإثراء البرنامج المعد لهذا الغرض بالمشاركة الواسعة من خارج العاصمة من الولايات الأخرى لتفادي الصّبغة المحلية للحدث. كما أنّ التّكريم الأخير للمطربين الشّعبيين معزوز بوعجاج وعبد الرحمان القبي، كان «روتينيا» في أجزائه كونه اعتمد على كوكبة من فناني الشّعبي فقط، واجترار أغان قديمة، هذا ما جعل الحفل بالنسبة للبعض مملاّ يصعب متابعته خاصة إذا أخذ المطرب أكثر من وقته، وهذا ما حدث للأسف مؤخّرا لا يعقل أن يغنّي البعض ما يسمّيه بـ «القصيد» في لمّة عائلية كهذه. لذلك اقترحنا على بن سالم مراجعة وإعادة النّظر في النّقاط المدرجة في البرنامج، وهذا بحذف أجزاء من الأغاني وتعويضها بإلقاء أبيات شعرية وقراءات نثرية، وعرض كتب عن مدينة الجزائر وغيرها من التّفاصيل في هذا الشأن.