فرع للمطالعة للمكفوفين وورشات ترفيهية للناشئة
ترى ذوادي شهرزاد مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة بباتنة، أن هذه الأخيرة مؤسسة عمومية وصرح ثقافي يمثل الجانب المعرفي والمعلوماتي الذي نسعى من خلاله إلى الرقي وإدخال التكنولوجيات الحديثة لتسهيل عملية الولوج للمعلومة لفائدة المستعملين في أسرع وقت وكذا استقطاب القراء بمختلف الأنشطة العلمية والفكرية والترفيهية والثقافية على مدار السنة» وهي التجربة التي تكشف عن تفاصيلها لقراء «الشعب» من خلال هذا الحوار ...
الشعب : من هي ذوادي شهرزاد وماهو مسارها المهني ؟
مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة بباتنة: السيدة ذوادي شهرزاد، زوجة وأم لابنتين من ولاية تبسة، حاصلة على ليسانس في علم المكتبات والمعلومات نظام كلاسيكي دفعة 2004/2005 ، في 2005 تم توظيفي في مديرية الثقافة لولاية تبسة كمكتبي، وثائقي، أمين محفوظات لمدة 4 سنوات وبعدها انتقلت 2009 بحكم عمل الزوج إلى ولاية باتنة أين عملت بدار الثقافة لمدة 3 سنوات وترقيت إلى محافظ في المكتبات والمحفوظات. وبعدها انتقلت إلى ولاية تيارت سنة 2012 اشتغلت كمحافظ في المكتبة الرئيسية ورئيس قسم معالجة الرصيد الوثائقي وتثمينه وجاءت بعدها المحطة الموالية في 2016 بالمكتبة الرئيسية لولاية قسنطينة، ثم آخر محطة سنة 2018 بولاية باتنة كرئيسة ملحقة مكتبة المطالعة باتنة. وفي 29 جويلية 2019 تمت ترقيتي إلى مديرة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية باتنة إلى غاية اليوم.
- كيف تقيمين إنجازات المكتبة الرئيسية للمطالعة مند توليك إدارتها وما هي الإضافات التي قدمتها للمشهد الثقافي بباتنة؟
المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية فضاء واسع وبحر من القراءة والمعارف والعلوم. وخبرتي في مجال المكتبات ومختلف الولايات علمتني، أن العمل الجماعي هو أول حجر الأساس في البناء الصحيح والرقي بالهدف الأسمى الذي أنشئت من أجله المكتبة. كانت هذه كبداية لي لتكوين الفريق الواحد لأخصائي المعلومات والإداري أيضا. ولتحبيب القراءة وتشجيعها لزائر، أو رائد، أو منخرط المكتبة كان لا بد من غرسها وتعليم فنونها وحبها عند الأخصائي أولا، ومن ثم كان تركيزي على فتح عدة ورشات بالمكتبة: في الرسم، الأشغال، المسرح، الحكواتي، لاستقطاب والتحفيز من خلالها للولوج لهذا الفضاء المعرفي. وكان اهتمامي أيضا منصبا على فتح مكتبة صوتية خاصة بفئة المكفوفين بالتنسيق مع نادي «كن عيني» الذي له الفضل في تسجيل أكبر عدد ممكن من التسجيلات الصوتية.
- تحتضن المكتبة عدة مواهب فنية وفكرية وتشجع الإبداع بكل جوانبه، ما هي التظاهرات التي سطرت في هذا الشأن ؟
المكتبة فاتحة أبوابها لمختلف شرائح المجتمع وتشجع الكتاب خاصة الناشئين منهم وأصحاب المواهب سواء شعر أو أدب أو فن أو مسرح التنويع شيء مطلوب والمكتبة تركز من خلال فتحها للورشات على إخراج وتكوين جيل حر محب للعلم والقراءة والفن والإبداع.
- ما هو البرنامج المسطر مستقبلا والمشاريع التي تنوون القيام بها؟
البرنامج أكيد ينصب على جلب وتحبيب القراءة للجميع وعدم إهمالها مهما تطورت الآليات والمستحدثات بإقامة والتركيز على الأيام التكوينية سواء لفريق المكتبة وملحقاتها أو لمختلف الهياكل والمؤسسات العمومية والخاصة وكذا مختلف شرائح المجتمع ليأتي بعدها دور تفعيل الفعل الثقافي بمختلف الأنشطة التي تصب في خدمة المكتبة والمكتبات.
- ما هو النداء الذي يومكن توجيهه إلى المثقفين والنخبة والشباب للالتفاف حول ما تقدمه المكتبة من خدمات والاستفادة منها وخاصة إلى الأولياء والجمعيات المحلية ؟
التنوع في الرصيد الوثائقي للمكتبة من معارف وعلوم وآداب وفن ومسرح وتاريخ إلى غير ذلك والقيمة الكبيرة التي يحملها الكتاب الورقي على مر العصور وللحفاظ على هذا الموروث الفكري للأجيال القادمة يتطلب اتحاد وتضافر كل مجهودات الشباب والأدباء والمفكرين والمبدعين والجمعيات وأولياء أطفالنا، أيضا لأنه لا غنى عن الكتاب الورقي كونه غذاء للروح والفكر الصحيح والمكتبة توفر جميع فرص النجاح بمختلف نشاطاتها وتوفر المعلومة وكل السبل الرامية إلى تحفيز الناشئة خاصة للانخراط فيها لضمان مسار ناجح لهم بحول الله.
- كلمة أخيرة؟
هدفي هو السعي لجمع الفريق الواحد للعمل الواحد وللهدف الواحد بما أن المكتبة لها 20 ملحقة للخروج بعنوان واحد كتمثيل للقراءة والمقروئية للولاية نتحدى من خلاله صعاب التكنولوجيات الحديثة وخطر تراجع القراءة.
إن السعي وراء المستحيل والبعيد يولد الفشل القريب والمكتبات هي فضاءات حرة ومفتوحة، والأبواب المغلقة والانفرادية في العمل يؤدي إلى ركود هذا الصرح الثقافي والمكتبة أساسها وركيزتها المكتبي وأخصائي المعلومات الناجح المحب لعمله وازدهار وثقافة هذه الأخيرة لا بالتحيز ولا بالمناصب ولا بالعلاوات بل بعمره وعطائه وحبه للكتاب أولا وأخيرا.