الإمام علي بن طالب 1903 - 1955 أحد قامات العلم والثقافة، في قرية الحامة بولاية سطيف، ويعتبر من أبرز علمائها في الشريعة والتفسير وتدريس القرآن الكريم إلي أن وافته المنية عام 1955 بقريته.
مولده.. ونشأته
ولد الإمام علي بن طالب بقرية الحامة ولاية سطيف في 1903، حيث كبر هناك وترعرع بين أحضان عائلته المثقفة وصاحبة باع كبير في اللغة العربية والشريعة والفقه والتفسير. كان ولوعا في عز شبابه بمدرسة الشيخ الورتلاني التي كانت تضم العديد من العلماء من بينهم الشيخ الهاشمي الذي تتلمذ عليه عن طريق اللقاءات المتكررة بالقرية وخارجها.
من هنا، تكوّنت شخصية الشيخ الإمام علي بن طالب وصقلت مواهبه في العلم والمعرفة وحفظ القرآن عن جدارة واستحقاق، إلى أن أسندت إليه مهمة تدريس القرآن لأبناء قرية الحامة وشحنهم بالفقه، الآداب، والشريعة إلى أن أصبح الرقم الأول بين شيوخ قريته، فأصبح القاضي الأول في الشريعة وهذا في الخمسينات من القرن الماضي وقبلها إلى أن أصبح الإمام العادل في القضايا الدينية والتفسير.
بعدها أصبح قدوة ولازال إلى اليوم الكبار والصغار يتحدثون عن الإمام علي بن طالب، منوّهين بخصاله الحميدة وحبه للعلم والثقافة والدين والجزائر.
فضل الترحال
نظرا لحبه للعلم والدين، فضل أن يخرج من قريته ويقوم بجولات عبر بلديات ولاية سطيف على غرار عين آزال، عين ولمان، خراطة، وصالح باي وكانت رحلته هذه من أجل تدريس العلوم الإسلامية لأبناء هذه المناطق التي زارها في الخمسينات، وترك صورة جميلة في العلم والثقافة بقيت تتذكرها الأجيال محليا، حيث درّس فيها الفقه والشريعة والقرآن الكريم وأمورا اجتماعية عديدة.
انتقاله إلى العاصمة
بعد هذه الرحلة المتميزة، عبر سطيف والقبائل الصغرى، عزم على الانتقال إلى العاصمة في الخمسينات، حيث أنشأ مدرسة قرآنية بحي لعقيبة (بلكور سابقا) لتدريس القرآن ونشر العلم والمعرفة لأبناء الجزائريين الفقراء آنذاك، وبقي هذا المعلم متواجدا إلى اليوم في أعالي لعقيبة يشهد على الشيخ علي بن طالب الذي كوّن علاقة حميمية مع علماء مدرسة الصادقية بحي (صلامبي) المدنية حاليا، والقائمة طويلة. من هنا بدأ الشباب في ذلك الزمان يلتفون حول الشيخ علي بن طالب الذي كان فصيح اللسان وله قدرة على مخاطبة جيل الخمسينات، فحثهم على دراسة القرآن والشريعة وحب الجزائر والالتفاف حولها كما تخرج على يديه العديد من الطلبة في الفقه والشريعة يتقدمهم الأستاذ محمد بزدور إبن الحامة الذي أصبح بعدها واحدا من أقطاب العلم والفقه في قرية الحامة وإقليمها.
وكان الإمام علي بن طالب شجاعا ومنضبطا في التدريس والحياة اليومية، حيث يتكلم بلغة الحق والشريعة، أينما حل وارتحل، لأنه كان إماما من نوع خاص ومحبوبا من الجميع، سواء في قرية الحامة، أو خارجها لأنه ليس من الناس الذين يتكلمون ولا يفعلون، بل شغله الشاغل هو تغذية الشباب بالعلم والمعرفة والشريعة، لأنه كان فصيحا ومتطلعا في تدريس القرآن والسيرة النبوية والأدب لأنه كان يعتبر في الخمسينات من أبرز علماء جيله في قرية الحامة وخارجها نظرا لكفاءته اللا محدودة في توصيل الرسالة إلى المتلقين حتى وفاته تاركا وراءه ثروة من الكتب الفقهية والعلمية تتحدث عن هذا الامام المتميز في لقاءاته وأحاديثه الدينية التي كان يقدمها للأجيال في الخمسينات.
وفاته
في شهر جويلية من عام 1955 انطفأت شمعة الإمام علي بن طالب وهو في عز العطاء ليكون في عداد العلماء الخيرين، والذين ناضلوا من أجل نشر العلم والمعرفة لجيل ذلك الزمان وبعده، رحمه الله برحمته الواسعة، إنه واحد من أبرز علماء قرية الحامة ولاية سطيف، والذي كان له دور بارز في تغذية ذلك الجيل بالثقافة والعلم والدين وحثهم على حفظ القرآن وحب الجزائر.