نشط، الدكتور والباحث عبد الله حمادي، بمقر المكتبة العمومية للمطالعة «أحمد نطور» بقسنطينة، ندوة ثقافية بمناسبة إصداره الجديد ديوان «هنا الجزائر» الصادرة عن دار بهاء الدين، مؤكدا من خلالها على أن المجلة الناطقة باللغتين العربية والفرنسية والصادرة من 1952 إلى 1960، أنها صفحة من التاريخ الاستعماري الفرنسي بالجزائر.
قال الدكتور أن المجلة تعبر عن حقبة استعمارية لكن ببعد ثقافي بعيد كل البعد عن السياسة الكولونيالية الفرنسية استعملت خلالها كل الأدوات والأقلام الجزائرية، مؤكدا أنه خلال بحثه حول المجلة التي على اصدر ديوان شامل فقدت «هنا الجزائر»،من أرشيفها حوالي 300 ورقة وجدت ممزقة وأغلبية من كتبوا مقالات اختفوا بعد الاستقلال.واضاف أن المجلة كانت عبارة عن إذاعة فرنسية تبث من الجزائر قبل أن تتحوّل إلى مجلة عنوانها» هنا الجزائر» بعد 20 سنة من العمل والنشر، عملت فيها أقلام جزائرية وفرنسية .
وأشار إلى أن المعلومات التي جمعها في كتابه هي عبارة عن مادة خام يمكن أن استغلالها في البحث العلمي الأكاديمي سيما وأنها تناولت الأدب السلمي للثورة ولا تزال العديد من الحقائق الموجودة عنها لم يتم تناولها بعد قائلا « أن فترة الخمسينات أخذت حصة الأسد من المقاومة الحربية ولم يتم التطرق للمقاومة الثقافية فيها رغم وجود 9 أدباء استشهدوا آنذاك على غرار «احمد الزاهي» الذي كان مجهولا تماما.» ،كاشفا في ذات السياق على أن المجلة كانت مهمتها التعتيم على الثورة الجزائرية وتمجد المستعمر، فضلا على أن طاقمها الصحفي يروج للجزائر الفرنسية ، موضحا أن وضيفتها آنذاك هي الحد من تأثير جمعية العلماء المسلمين واكتساحها للساحة الثقافية والتربوية وتعميمها للغة العربية، حيث عملت على توظيف أقلام جزائرية تكتب العربية الفصحى.
كما اهتمت بالشق الديني وتتوقف عند دلالات شهر رمضان، الأعياد، وموسم الحج مروجة لأسماء ثقافية جزائرية التي بدورها كانت تكتب في المجلة، من بينها الأخضر «السائحي» و» أبوداني» الذي كان مشرفا عليها ويكتب باللغة الفرنسية ،حيث كانت له مقالات عن الموسيقى الأندلسية وكان مساعدا له في النسخة العربية «حسين فتح الله» وهو أستاذ محامي اغتيل في العشرية السوداء من طرف إرهابببن في شارع العربي بن مهيدي، إلى جانب «مانويل غويس» الكاتب باللغة الفرنسية و»الطاهر بوشوشي» مترجم باللغتين العربية والفرنسية ترجم العديد من القصائد من التراث القديم.
ذكر الدكتور حمادي بإسهاب أسماء أخرى كانت تلعب دورا كبيرا في إنجاح المجلة على رأسهم «مولود بوطياب» المشرف على ركن « حديث الكتب والمجلات التي تصدر حديثا» والأستاذ محمد دحاوي و وأحمد بن ذياب عثمان بوقطاية في ركن الأداب والفنون ورحّاب الطاهر في الشعر الملحون، إلى جانب جلال البدوي ومحمد سنوسي الزاهري الذين كانوا من المنتمين لجمعية العلماء المسلمين، هم من المترجمين.
ويعد السنوسي من مؤسسي الأدب الجزائري الحديث، إضافة لمحمد بوعياد والأخوين فضلاء وشاعر سيرتا» اولبينة، لينهي الدكتور ندوته الثقافية بأن ديوانه يتواجد بعديد المكتبات بدءا من مدينة قسنطينة وهو المولود الذي يتضمن حقائق كثيرة عن هاته المجلة التي تم طمسها رغم الدور الذي ادتها في تبييض وجه المستعمر وإظهار ان له رسالة حضارية.