الكاتبة سليمـة العمري لــ «الشعب»:

أستلهم مواضيع قصصي من الواقع

حاورتها: حبيبة غريب

سأكتـب قريبــا فـي الرّوايـــة وللأطفـال

عشقت الكتب والقراءة منذ الطّفولة، وتهوى الكتابة حتى النخاع، ترجمت هذا الشغف إلى قصص جميلة تحاكي من خلالها الواقع الجزائري بحلاوته ومرارته، تراودها فكرة كتابة الرواية وتعتزم إصدار مجموعة  قصصية تروي فيها يومياتها في مسقط رأسها «القالة». إنّها الكاتبة الشّابة سليمة العمري التي تقاسم قرّاء «الشعب» من خلال هذا الحوار آراءها وآمالها، وبعض  تجاربها في المشهد الثقافي.

- الشعب: من هي سليمة العمري؟ نشأتها؟  اهتماماتها؟ دراستها وعملها؟
 سليمة العمري: منال ميليسا هي الأستاذة سليمة العمري من مواليد القالة ولاية الطارف، نشأت في عائلة ميسورة الحال، أحببت اللغة العربية منذ الصغر وعشقت النحو العربي والإملاء حتى تفوقت كثيرا في اللغة العربية. وكان أستاذي الفلسطيني يشجّعني كثيرا في المتوسطة بقراءة تعابيري الكتابية على مسامع التلاميذ، ويقول لي ستكونين قاصّة.
 كيف بدأت الحكاية مع الكتابة والإبداع؟ ولماذا القصّة من دون الأجناس الأخرى؟
 أحببت القصّة القصيرة من خلال قراءتي لكتابيْ «العبرات» و»النظرات» للمنفلوطي، كنت مدمنة على قراءة القصص القصيرة التي تصف الواقع المؤسف للناس، وكثيرا ما كتبت قصصا عن واقعي وأودعتها في خزانتي. كتبت في العديد من الصحف الوطنية والمجلات  بجريدة «المجاهد»، «النهار»، «الشروق العربي»، وكان الأستاذ عمر بوشموخة ــ رحمه الله ــ يحتضن إبداعاتي في عموده الأسبوعي «الموعد الأدبي» على صفحات جريدة «النهار» في نهاية التسعينات.
 هل لك إصدارات؟ ومن أين تستلهمين مواضيع قصصك؟
 شاركت مع مبدعات من المغرب العربي في كتاب جماعي هو الأول الذي نشرت فيه، قصتين قصيرتين أشرفت عليهما الشاعرة سامية بن احمد..إبداعات نسوية مغاربية، صدرت عن دار المثقّف سنة 2016.
أما الكتاب الجماعي الثاني فهو من فكرة الكاتب السعودي مشعل العبادي، جمع فيه 250 كاتبة وشاعرة جزائرية، وكنت من المشاركات فيه بقصة قصيرة «طفولة حلم»، وعنوان الكتاب الجماعي «مشاعل جزائرية»، وهو صادر عن دار أفق للنشر والترجمة، وكان لي شرف الكتابة فيه الى جانب الكاتبة الراحلة ديهيا لويز.
أكتب قصصا تحمل تصوّري لحياتي في حيّنا الشعبي،
وعن رحيل والدتي في سن مبكّرة وفقدان والدي وما عانيته بعد رحيله، وعن الرجل المجنون الذي يقطن بجانبنا وبائع الخضر الذي يجر العربة وينادي في الحي.
 بمن تأثّرت من كتّاب وأدباء؟
 تأثّرت في كتاباتي بالمنفلوطي، طه حسين وغادة السمان حتى أنّ مكتبتي المنزلية كانت تزخر بكتبهم، كنت قارئة جيدة وكانت لي قدرة عجيبة على إعادة كتابة قصة من قصصهم بأسلوبي الخاص ممّا دفع بالكثير ممن عرفتهم في النوادي الأدبية بتشجيعي على الكتابة القصصية.
 ماذا أضافت لك تجربة الانخراط في نادي «الطارف تقرأ»؟
 في الحقيقة نادي «الطارف تقرأ» عرّف بكل الكتاب المبدعين من الولاية، وكان لي الحظ الأوفر أني كنت من الأوائل الذين واكبوا على تنظيمه ورسم معالم الطريق فيه شباب طموح واعد يحب القراءة ويشجع عليها، قدّمني في كثير من المحافل الولائية وبفضله كان لي الاحتكاك بمبدعين وكتّاب من داخل الوطن وحتى خارجه.
 هل تخدم المسابقات الأدبية الإبداع؟
 للمسابقات الأدبية العادية والإلكترونية دورها الفاعل في إبراز الكثير من الكتّاب الشباب الذين يكتبون، كما ميّزت الأدب الجيد من الرديء..والله لم تكن لديّ عراقيل في مشواري الأدبي، أسرتي كان فيها أب رائع وأخ مثقف أستاذ للغة العربية يقتني لي أحسن الكتب، ويقرأ لي ويشجّعني على الكتابة.
 هناك التباس عند الكثير من المبدعين بين القصّة والخاطرة، ما هي أسباب ذلك؟ وكيف يمكن الفصل  بين الاثنين وإنصاف القصة التي تعتبر جنسا أدبيا قائما بذاته؟
 أرى المبدعين الشباب الآن ينشرون بما توفّر لديهم من مال وكذا دور النشر غير مفرقين بين الأجناس،  فبعض النثريات يقال عنها رواية أو قصة مع أنها ليست كذلك...ومع غياب النقد تمادى الكتاب في الإصدارات الكثيرة وكل يوم يظهر كتاب وبيع بالتوقيع.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وهل من جديد في مجال القصة؟
 هناك مشاريع كثيرة منها خوض غمار كتابة الرواية لأنها فعلا تتصدر الأجناس الأدبية، والجديد عندي هو مجموعة قصصية سترى النور قريبا تحمل عنوان «حين يأتي الفرح مقتولا»، وهي كما أسلفت سيرة ذاتية تدور أحداثها في بيتنا تارة وبين أقاربي تارة أخرى، وفي حينا الشعبي العتيق وفيها عبق من الطفولة وتمرد الشباب.
كما أطمح لكتابة قصص قصيرة للأطفال بعيدة قليلا عن النمط القديم لحكايات الغول والذئب والغابة، أريد أن أضفي عليها بعض الحكايات من الواقعين المدرسي والأسري، وبعض القيم الوطنية الإسلامية وحب الآخر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024