موضوع «الملكية الفكرية والترجمة المسرحية في الجزائر واقع آفاق»، محور أشغال الملتقى الوطني الأول، الذي احتضنته مدينة سيدي بلعباس على مدار يومين، شدّد خلالها المشاركون على ضرورة وضع ميكانيزمات حقيقية لترجمة نصوص المسرح الجزائري إلى اللغات الأجنبية الحيّة.
اللّقاء الذي اختتمت فعالياته مساء أمس، بجامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس، كان من تنظيم مخبر «النص المسرحي الجزائري جمع ودراسة في الأبعاد الفكرية والجمالية» ومخبر «النقد والدراسات الأدبية واللسانية» لجامعة «جيلالي اليابس» لسيدي بلعباس بالتعاون مع مديريتي الثقافة والشباب والرياضة والمسرح الجهوي لسيدي بلعباس.
وشكل الملتقى فرصة أمام المشاركون من جامعيين وفنانين ومخرجين مسرحيين وأدباء ومثقّفين، لمناقشة السبل الصحيحة لترجمة النصوص المسرحية الجزائرية من العربية والامازيغية إلى مختلف اللغات وايجاد ميكانيزمات تمكن من الإبقاء على روح ومعنى النص الأصلي ونقله للجمهور في اللغات الأخرى، وكذا تحافظ على حقوق الملكية الفكرية لصاحب النص.
أبرز عقاق قادة عميد كلية الآداب واللغات بجامعة «جيلالي ليابس» بسيدي بلعباس، في مداخلة له ضرورة «حصول المثقف خاصة والمواطن الغربي عامة على معرفة حقيقية عن المسرح والثقافة الجزائرية التي بقيت في نصوصه في منأى عن معرفته ما ترتب عنه جهل الواقع الثقافي والمسرحي الجزائري، ما يستدعي وضع ميكانيزمات فعالة لترجمة النصوص المسرحية الجزائرية لمختلف اللغات الأجنبية».
وأضاف ذات المتحدّث أنّ «المثقف الجزائري بخاصة والعربي عامة يعرف عن الثقافة الفرنسية والإنجليزية أكثر ممّا يعرف الآخر عن ثقافته»، مشيرا إلى أن هذا «الاختلال في توازن انتقال المعارف خلق ضبابية وتشويش في نظر الإنسان الغربي إلى الإنسان الجزائري وثقافته وانتقال الترجمة في التلقي إلى التصدير».
كما دعا المشاركون في هذا الملتقى إلى ضرورة فتح آفاق للحوار بين الحضارات والثقافات، وتشجيع الغرب على الاكتشاف الحقيقي والفعال للثقافة الجزائرية انطلاقا من محليتها نحو العالمية من خلال فتح آفاق جديدة للترجمة والبحث الفكري والأدوار الاقتصادية التي يمكن تحقيقها وجنيها من التنشيط السياحي والثقافي.
وتطرّق المتدخلون أيضا إلى عدّة محاور على غرار اللوائح والقوانين العامة لحماية الملكية الفكرية وحقوق التأليف والترجمة المسرحية، وحقوق الملكية الفكرية والمسؤولية القانونية والأديب المترجم والترجمة المسرحية من اللغة العربية إلى اللغات الحية والمترجم ما بين الوسائط الثقافية والملكية الفكرية.