انتقل إلى رحمة الله المطرب محمد العماري المعروف باسم مدّاح القصبة بمستشفى عين النعجة العسكري، عن عمر ناهز ٧٩ سنة إثر مرض لازمه الفراش منذ السنوات الأخيرة، في كل مرة كان يظهر خلال مراسم التكريمات إعترافا وتقديرا لما قدمه طيلة مسيرته الفنية لكنه يختفي فجأة لفترات طويلة إلى غاية أن وافته المنية.
العماري من أقدم المطربين الجزائريين في النوع العصري اشتغل إلى جانب رابح درياسة، سلوى، قروابي، وهبي، بلاوي الهواري، العنقيس ، خليفي احمد، الفرقاني، بناني، عبد الرحمان عزيز، كما عمل مع الملحنين الكبار، شريف قرطبي معطي البشير، تيسير عقلة، وغيرهم زيادة على مصاحتبه لكل من بوجمعة المرزاق، رئيس جوق الإذاعة والتلفزيون وعبد الله كريو، دون أن ننسى معرفته الدقيقة لعالم الفن الجزائري منذ الخمسينات والستينات كالعنقاء فضيلة دزيرية، ميسوم، حشلاف، ناهيك عن علاقته الحميمة بالممثلين القدماء الرويشد، سيساني، بوعلام رايس، كويرات، علي عبدون، علي فضي، محمد النها وهذا الاندماج الكبير في هذا الوسط الفني سمح له بتأدية أغان خالدة، منها الملاك الغالي هاذي وصيافو» رانا هنا والدينا ما زلها طويلة» «جزائرية» وآه يا قلبي شحال اتكويت من الكية» بالإضافة إلى ابداعه في الأغان الوطنية منذ السبعينات أثار إعجاب الداخل والخارج نظرا لتفاعله مع اللحن المميز والكلمات المعبرة أقواها كان رفقة المطربة الإفريقية الفقيدة ميريام ماكيبا حول الحرية.. وكانت له علاقة أخوية مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.. ومطربين كبار في المغرب العربي كعبد الوهاب الدوكالي وعبد الهادي بلخياط من المغرب وأحمد حمزة والمصمودي من تونس ومن ليبيا كذلك .
وأكبر حصة تلفزيونية مر عليها العماري تلك التي كانت تنشطها المذيعة ليلي والمعنونة «رصد ومايا» لبشير بلحاج خلال منتصف السبعينات وهنا ظهرت القدرات الصوتية القوية والخارقة للمطرب آنذاك وواصل مشواره الفني بالمشاركة في الأسابيع الثقافية الجزائرية بالخارج وفي كل القارات رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.