كان محمد العماري من الشباب الأوائل في الأغنية العصرية بعد الاستقلال، كان رفيق درب لعدة فنانين أمثال الراحل عبد الرحمان عزيز، الفنان الكبير رابح درياسة، و كان من الشباب الأوائل الذين اقتحموا مجال الفن... اقتربت منه كمنشط في الفرقة الموسيقية التي أساسها بعد الاستقلال الموسيقار الفقيد هارون رشيد، التي صالت و جالت في ولاية الجزائر، وتألقت في كل الساحات العمومية ، دار العافية ، الحراش، المدنية و غيرها، احتفالا باستقلال الجزائر، و قد تألق حينها العماري إلى جانب الهادي رجب، محمد سليم و غيرهم ، و بقيت صداقتنا متواصلة وحميمية، نتبادل من خلالها الآراء الفنية و الثقافية ...
كان العماري إنسان بشوش، وله صدى خاص ، متمكن من الأداء الجميل و الراقي في الأغنية التي يقدمها للجماهير.. وقد أصبح مطربا خاص بالشباب نظرا لكريزمته القوية و حضوره المتميز على المصرح ، و حركاته الفنية الراقية، التي كانت تجلب الأنظار ...
لقد ترك العماري إرثا كبيرا من الفن و الطرب الراقي من خلال ظهوره في الإذاعة والتلفزيون، وسيبقى مطربا من الدرجة الأولى لان أغانيه كان لها صدى كبير في المغرب العربي و الدول العربية والإفريقية والأوروبية والآسيوية.... كفاءته، أخلاقه العالية، تواضعه مع الآخرين، يؤدي الأغاني بروح مسؤولة، كانت وطنية أو اجتماعية كلها كانت تصب في خانة الطرب الأصيل، فرحم الله الفقيد و الهم ذويه الصبر والسلوان.