تنظم مديرية الثقافة لولاية معسكر، بالتنسيق مع جامعة مصطفى اسطمبولي، اليوم، بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى 187 لمبايعة الأمير عبد القادر، ملتقى وطنيا حول التراث الثقافي المادي واللامادي المرتبط بمسيرة الأمير عبد القادر، فيما تحتفل مديرية الشؤون الدينية من جهتها بالذكرى التاريخية بإلقاء محاضرات ودروس تاريخية حول الجوانب الإنسانية والوطنية في الشخصية العالمية للأمير عبد القادر .
قال مدير الثقافة لولاية معسكر منير عيسوق، في حديث لـ»الشعب» أن الملتقى الوطني المنظم الذي ستشرف على تنشيط فعالياته كوكبة من الدكاترة والباحثين في التاريخ، يسلط الضوء على مواقف الأمير عبد القادر باعتباره قائدا وشخصية عالمية تاريخية بارزة، من خلال ما عرف به من تسامح ونهج الحوار، إضافة إلى إبراز التراث الأدبي والفكري والحوار الديني للرجل وعبقريته في تسيير شؤون الدولة الجزائرية الحديثة بعد جمع فرقة قبائلها المشتتة، كما يهدف الملتقى الوطني إلى تسليط الضوء على مآثر مسيرة الأمير عبد القادر من شواهد ثقافية مادية ولامادية، بهدف تثمينها وصيانتها وتبليغها للأجيال.
يفتتح الملتقى الوطني من طرف والي معسكر، وتستهل أشغاله بمحاضرة حول فلسفة التسامح والحوار عند الأمير عبد القادر من إلقاء البروفيسور هلايلي حنيفي من جامعة سيدي بلعباس، كما يتطرق البروفيسور والباحث جاكر لحسن إلى المنشآت العمرانية المرتبطة بمقاومة الأمير عبد القادر ، إضافة إلى محاضرة بعنوان: «أسلحة الأمير عبد القادر من خلال المصادر التاريخية واللقى المتحفية، في حين تشمل فعاليات الملتقى الوطني 12 محاضرة علمية لجامعيين مختصين في التاريخ من مختلف جامعات الوطن.
«مصانع أسلحة الأمير محور شريط وثائقي»
يواصل الأستاذ الباحث في التاريخ «بلقاسم حجايل» تقديم إضافات قيّمة للتاريخ الوطني، سواء من خلال مؤلفاته الأدبية الدورية للتعريف بشهداء الثورة التحريرية والمقاومة الوطنية والأحداث التاريخية، أوالأشرطة الوثائقية التي تسلط الضوء على الزوايا الخفية والهوامش المهمة، لافتا عناية المهتمين بالتاريخ الوطني إلى أسرار وبطولات بقيت طي الكتمان في الأرشيف الفرنسي، وذلك من خلال اعتماده على شهادات ومعلومات موّثقة في الأرشيف الاستعماري.
قدّم الباحث في التاريخ، الأستاذ بلقاسم حجايل مؤخرا –تحضيرا للاحتفالات المخلدة للذكرى 187 لمبايعة الأمير عبد القادر ، شريطا وثائقيا حول مصانع الأسلحة التي أنجزت في عهده بمعسكر ومدية ومناطق أخرى من الوطن على غرار مغنية بتلمسان، مظهرا أبرز دوافع الأمير عبد القادر إلى انجاز مصانع للأسلحة والذخيرة التي كانت تستعمل في المقاومة الشعبية للاحتلال الفرنسي، أهمها الحاجة إلى تسليح عناصر الجيش بالوسائل والذخيرة الحربية في ظرف قياسي وبعيدا عن المخاطرة والمغامرة -بدلا من شرائها من أوروبا ونقلها عبر موانئ تونس والمغرب.
كما أعد الباحث بلقاسم حجايل قبل أيام، شريطا وثائقيا يتناسب والظروف السياسية التي تمرّ بها البلاد، مشكلا من مقاطع مصورة لإعلاميين أوروبيين قدموا شهاداتهم حول الأساليب الإعلامية والدعائية التي تعتمدها الدول الاستعمارية في التغطية على حروبها الحديثة في مستعمراتها القديمة، متخذا الجزائر أنموذجا، مستدلا في ذلك بتصريحات مصوّرة للصحفي البلجيكي، ميشال كولون.