شارك الروائي الجزائري واسيني الأعرج في مؤتمر «القدس في الرواية العربية»، الذي نظمه قسم اللغة العربية بجامعة البتراء الأردنية، بالتعاون مع مركز القدس للدراسات الاستراتيجية، والذي حضره ضيفا الشرف مفتي القدس الشيخ الدكتور عكرمة صبري والمطران عطا الله حنا، وعدد من المشاركين الباحثين والروائيين العرب. وأوصى المؤتمر بضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام، وإبراز مكانة القدس التاريخية والإنسانية في المناهج التربوية، وتوجيه البحث العلمي لإدراج القدس في الأبحاث الجامعية.
كان الروائي الجزائري واسيني الأعرج من ضمن المشاركين في مؤتمر «القدس في الرواية العربية»، الذي نظمه قسم اللّغة العربية بجامعة البتراء الأردنية، بالتعاون مع مركز القدس للدراسات الاستراتيجية. وكانت مشاركة واسيني الأعرج والروائي إبراهيم نصر الله من الأردن بشهادة إبداعية، في الجلسة الأولى للمؤتمر، التي ترّأسها وزير الثقافة السابق صلاح جرار، وشارك فيها أيضا الدكتور وليد الشرفا من فلسطين ببحث بعنوان: «القدس في السيرة الذاتية».
جاء تنظيم المؤتمر بهدف الرد على سرديات إسرائيلية تسعى إلى نفي الوجود الفلسطيني في القدس وتسليط الضوء على المعالجة الفنية لتاريخ القدس في الرواية.
أوصى المؤتمر بضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في لحماية ودعم فلسطين وإبراز مكانة القدس التاريخية والإنسانية في المناهج التعليمية والتربوية وتوجيه البحث العلمي لإدراج القدس في الأبحاث الجامعية، وممّا جاء في توصيات المؤتمر: «في ظل الصمت العربي والعالمي من مسألة تهويد القدس وسرقة تاريخها وتحويله باتجاه ما يخدم الأهداف الصهيونية، يوصي المشاركون بضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في إبراز نضالات الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقه في الحياة والسعادة».
أكد البيان الختامي للمؤتمر على الحق التاريخي لمدينة القدس خاصة وفلسطين عامة، وندّد «بمحاولات طمس الهوية الفلسطينية وعمليات التهويد الممنهجة، والمحو الإجرامي للرموز الإنسانية التي صاحبت تحوّلات هذه المدينة تاريخيا». وأضاف البيان: «يوصي المشاركون بضرورة دعم الدراسات العلمية والمؤتمرات والندوات، التي تعنى بالقدس خاصة والقضية الفلسطينية عامة. والمساهمة، كل من موقعه، في الدفاع عن الحق الفلسطيني سياسيا وثقافيا».
قال مفتي القدس الدكتور الشيخ عكرمة صبري، إن «الاحتلال الإسرائيلي يحاول نشر الثقافة المسمومة والمزيفة والمزورة من خلال ترويج الرواية الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه يحاول تحييد وتهميش الرواية العربية»، من أجل ذلك «كان لا بد من إبراز الرواية العربية التي تقوم على الحقائق والبينات».
فيما تطرق المطران الفلسطيني عطا الله حنا إلى أهمية الرواية العربية في تناول مدينة القدس، لما تمثله هذه الأخيرة في الوجدان العربي، وأكّد تعرض المسيحيين والكنائس في القدس لتهويد المكان وللهجمة الصهيونية نفسها التي يتعرض لها المسلمون ومساجدهم في القدس، كما أشاد بأهمية الكلمة المناضلة في مواجهة المحتل الصهيوني.
للتذكير، فقد تناول واسيني الأعرج مدينة السلام وعاصمة فلسطين، في روايته «سوناتا لأشباح القدس»، وهي رواية عن «مي»، الرسامة المقدسية المولد الأمريكية النشأة، وعن فلسطين، الجرح القاسي الذي حملته طوال عمرها. وفيها يقول واسيني: «لا تخافي، لن نبرأ أبدا من مرض الأرض.. الآن هذه أرضك، فيها تعيشين وعليها تموتين، لا تلتفتي ورائك كثيرا، وإلا ستظلين معلقة في الهواء مثل أجراس الكنائس القديمة.. كلما سحبوا حبلا فيها».