لم أتوقف عن الكتابة واستقراء المستقبل لبناء تصور الطريق
يقول دكتور محي الدين عميمور الكاتب والسياسي المخضرم عن مؤلفه: «ربيع الغضب هو عبارة عن كتاب حاولت فيه دراسة الوضعية التي مرت بها البلاد منذ فيفري الماضي، مع أبراز بعض الخلفيات التي أعدت لهذه المرحلة».
ركز عميمور خلال مؤلفه الذي عرضه في «سيلا 2019» على مجموعة من العناصر، أولها عنصر التحليل الدراسي التاريخي، لأن العمل الصحفي شيء آخر، محاولا التركيز على هذا النصر، لهذه المرحلة، وإعطاء كل ذي حق حقه، لأن الكثير حمل بوتفليقة لوحده كل هذه الكوارث، وهذا مذهب غير سليم، فهو اجتهد وأصاب، واجتهد وأخطأ.
وواصل عميمور: «كانت المرحلة الأولى في حكم الرئيس السابق، بالعهدتين الأولى والثانية، إنجازات لا بأس بها، وكان له أن يستمر. ولكن، للأسف، خضع للنزوة الشخصية، وانصاع لبطانة، فارتكب الخطأ الأكبر، بتعديل الدستور، الذي ألغى به تحديد العهدات الرئاسية بعهدتين، وكانت العهدة الرابعة كارثية وثبت فيما بعد أن هذا الرجل لم يكن يحكم وكان في يد مجموعة «عصابة».
أضاف عميمور في تصريح لـ «الشعب»، على هامش بيع كتاب «ربيع الغضب» بالإهداء، بمكتبة النخيل لصاحبها بوعزيز، «حاولت أن أقول كل هذا واستعرض كالمعتاد، وأركز الاتهامات حول توجهات معينة. وأوضح من جانب آخر، كيف الخروج من هذه الأزمة، بوضع تصوري، مرتكزا على نقطة رئيسية، إما أن نسير ونحترم الدستور، وبالتالي نضمن عدم الانزلاق الى وضعيات خطرة، أو السير إلى مرحلة انتقالية، وبهذا نقع في فخ ليس بعيدا عن فخ الذي وقعنا فيه في التسعينيات» من القرن الماضي، وهذا بشكل عام جدا ملخص الكتاب، الذي أعتقد، بتواضع كاذب، أن أهم المؤلفات التي صدرت بهذه المرحلة، وسميته «ربيع الغضب»، مستلهما ذلك من كتاب الأستاذ هيكل « خريف الغضب» الذي وجه نقدا من خلاله لسياسة الرئيس المصري السادات».
عن فكرة الكتاب، الذي صدر عن دار النشر «القبية»، لصاحبها بودرمين أحمد، يوضح عميمور، الذي عايش مراحل هامة من تاريخ الجزائر الحديث، أنه في تصوره دائما قول الحقيقة، وأن «أقول ما أحس به، وهذا وفق تجربتي وخبرتي، آملا أن يستفيد منها الناس، حتى لا نقع في التهريج، والصراخ، وما يقوله البعض إننا ننتقل من الشرعية الثورية، إلى الشرعية الشعبية، فليس هنالك شرعية ثورية وأخرى شعبية، بل هناك شرعية واحدة بأي بلد، تمتد من عمق التاريخ، وتستمر معه الى أن ينتهي وجود الدنيا، وهي شرعية متكاملة».
فكرة تأليف «ربيع الغضب»، يقول عميمور، «ليس شيئا جديدا على شخصي، فدائما عندي اهتمام بالواقع المعيش، دائما مهتم بالأحداث، وكنت أكتب أولا بأول، وآخر ما صدر لي عن المغرب العربي، وتطرقت فيه للمشاكل المتعلقة بهذا الصرح، وقبلا أخرجت كتاب عن علاقتنا بالجارة ليبيا، ثم كتاب آخر عن عملي مع الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، ولم أتوقف إطلاقا عن ممارسة الكتابة. وجاءت هذه الإحداث، وكان من غير الممكن أن لا أسايرها، ولابد من التفاعل معها، وإعطاء وجهة نظري»، ويضيف محي الدين: «أعتقد بكل تواضع كاذب، كتابي «ربيع الغضب» من أهم المؤلفات التي صدرت عن الحراك بالجزائر، لأنه لم يكن مجرد كتاب يستعرض الأحداث، بل هو كتاب يستعرض الأحداث ويحللها، ويضع صورتها الخلفية، مع استقراء المستقبل لبناء تصور الطريق الذي يمكن به إخراج البلاد من الأزمة».