عبرت الكاتبة دانية سمية مصطفاوي ابنة التيطري من مواليد 1984 عن فرحتها نظير مشاركتها الأولى في المعرض الدولي « سيلا» لكونها كانت ايجابية إلى حدّ احتكت خلاله بكتاب عالميين، وكسبت قراءً جددا وعن تجربتها الأدبية هذه، اقتربت «الشعب» منها في هذا الحديث.
عادت دانية سمية بنا إلى سرّ تعلقها بالأدب قائلة «أنا من أسرة ثورية وعانت ويلات الاستعمار، خريجة جامعة سعد دحلب بالبليدة حاصلة على شهادة ليسانس في الأدب العربي تخصص لغوي، وأستاذة تعليم ابتدائي، إلى جانب أني قارئة بامتياز منذ الصغر».
أردفت كاتبتنا حديثها بالقول «أول من اكتشف ميولي الأدبي كان أبي الذي غالبا ما كان يضبطني في مكتبته بين خيوط كتبه، ثم أستاذ الأدب العربي بالمرحلة الثانوية الذي كان شجعني على المطالعة الدائمة».
كشفت الواعدة دانية سمية بأن روايتها «غياهب النسيان» هي رواية نفسية اجتماعية تعالج كرب اضطراب ما بعد الصدمة لأخصائية نفسانية تجرعت لاحقا من نفس الكأس التي تجرع منها مرضاها النفسانيين، وتعشق عملها ولا تهمل كتبها أبدا، لكن هناك دائما أشياء متوارية خلف سحب القدر، مؤكدة في هذا الصدد بأنه « عندما يتعرض أي شخص لصدمة ولما يجد نفسه وحيدا فإنه سينسحب اجتماعيا ولن يثق بأحد مجددا، وستنكر ما حصل لك وستتشبث بالماضي»، مستطردة قولها، «أما إذا شكلت خلية لمساعدتك ووضعت شبكات تحت تصرفك فإنك ستتلقى الدعم والتعزيز المناسبين لحالتك»، منبهة في هذه السانحة حسب مؤلفها بأن «إزالة التحسس وإعادة المعالجة بمراقبة حركة العينين هي آلية تساعد العقل في معالجة المعلومات المرتبطة بالصدمة ويجب أن تكون تحت متابعة اختصاصي لأنها ستؤدي إلى فتح قنوات ذاكرة واستحضار تجارب بعيدة قد تسبب ألما للمنتفع، لم يتم فهم كيف تتم طريقة المعالجة لكنها حققت نجاحا كبيرا عبر العالم».
أشارت كاتبتنا إلى «الصندوق الأسود الذي نترقب منه توضيحات تشفي غليل فقدنا في حين يلتزم الصمت»، كما عالجت موضوع الببلومانيين وضرورة القراءة في الأوقات الضائعة واستغلالها استغلالا يعود بفائدة على صاحبها كانتظار موعد مع الطبيب أو قطار، وتطرّقت روايتي إلى خبايا النفس المظلمة المتصدعة..، من خلال تغريدات إلى بعض الخرافات والحكايات الشعبية،..
واصلت صاحبة مؤلف غياهيب النسيان حديثها بأن روايتها سلطت الضوء أيضا على القضية الفلسطينية وارتباطها الوثيق بالجزائر لأن البطلة من أب فلسطيني والذي كان أستاذا للغة، قدم إلى الجزائر بعد الاستقلال بعد أن قامت الجزائر باستقدام المشارقة للنهوض بالتعليم في الجزائر بعد أن عاثت فيه فرنسا فسادا، مختتمة قولها بأن مشاريعها القادمة ستتمثل في كسب قراء والمشاركة في معارض وطنية والتحسيس بضرورة التكفل بمن يعانون من الاضطرابات ما بعد الصدمة والتوعية بضرورة طلب المساعدة لتخطي ذلك الاضطراب.