صدر مؤخّرا الجزء الأول من مؤلف “تاريخ الصحافة” بمعسكر، عن دار النشر المثقّف للصحفي محمد بن كربعة، مراسل متعاون لجريدة «الشعب» في سنوات سابقة ومؤسّس جريدة «المناصر».
يتطرّق الجزء الأول للمؤلف الذي يعتبر نتاج جهد منقطع النظير لمؤلفه، إلى تاريخ الصحافة بمعسكر بداية من 1830 - 1962، وهي الفترة التي عرف فيها حقل الصحافة ازدهارا ببروزعدة أسماء مثقفة، بالرغم من اعتبارها فترة استعمارية، على أن يحظى هذا المولود الأدبي الجديد باهتمام الطلبة والباحثين، الذين لطالما أضناهم البحث عن معلومات تاريخية ومصادر لبحوثهم الدراسية المتعلقة بتاريخ الصحافة بالجزائر عموما وبمعسكر على وجه الخصوص.
ويعرض الجزء الأول من الكتاب تاريخ نشأة أولى جرائد الاستعمار الفرنسي بمعسكر التي تعود إلى 39 سنة بعد أن وطأت الأقدام الأولى للمستدمر بالمنطقة بعنوان LE RÉVEIL DE MASCARA ، تلاها ظهور 23 عنوانا ونشرية لم يكن الهدف منها سوى إبقاء الجزائر تحت الهيمنة الفرنسية وعزل الجزائريين عن العالم، كما تميّزت عناوين الصحف الكولونيالية باهتمامها بمصالح المعمرين من خلال نشر مقالاتهم والإشهار لاعلاناتهم، بينما ظهر بالموازاة مع ذلك حاجة الطبقة المثقفة بمدينة معسكر إلى المطالبة بحقوقها والخروج من التخلف، والرد على الصحف الكولونيالية من خلال صحافة ناطقة باسم وهوية الجزائريين من سكان معسكر، وبرز في سياق ذلك رواج للصحافة المغاربية والمشرقية - التي كانت تصل لمعسكر من خلال تجار الأقمشة - وبعدها الصحافة الوطنية الإصلاحية، على غرار جريدة «الإقدام» الشهرية للأمير خالد وجريدة «البصائر» لجمعية العلماء المسلمين ثم «المقاومة» و»المجاهد» وغيرها من الصحف التي تدخل في سياق نضال الحركات الوطنية قبل وبعد اندلاع الثورة التحريرية، حيث يقول الكاتب والصحفي محمد بن كربعة، أن تاريخ الصحافة بمدينة معسكر بقي مجهولا رغم مساهمة أبنائها في إثراء مسيرة الصحافة بالجزائر عموما، مشيرا إلى أن مخاوف كثيرة تملّكته قبل الخوض في تسليط الضوء على الجانب الخفي من مسيرة الصحافة بمدينة معسكر، وكان غياب المراجع والمصادر التاريخية أهم خطوة أجّلت صدور المؤلف الذي باتت فوائده اليوم في متناول طلبة الجامعات والمهتمين بتاريخ المنطقة عموما، وبنشأة الصحافة بمدينة معسكر خاصة.