أكد دكتور علم الاجتماع بجامعة الجزائر 3 ، نور الدين بكيس، أن اختياره الكتابة عن الحراك قبل ان ينتهي وإصدار مؤلفه بعنوان «صناعة الغضب والعدوانية في الجزائر اغتيال تقدير الذات في ظل العنف والكراهية، دراسة للحراك الشعبي الجزائري» لدار النشر الجامعي، كان لسببين رئيسيين، هو أنه كما قال لو انتظرنا انتهاء الحراك، ثم نتناوله في إصدار سوف نكتب عنه بصفة المنتصر إذا حقق أهدافه المنشودة في حين سنكتب عنه بصفة المنهزم وفسوف نتحفظ في الكتابة، إذا فشل ذلك.
واعتبر بكيس أن الفترة الحالية هي أحسن فترة بالنسبة له للحديث عن الحراك وأن ثمان أشهر من الخروج في جمعات ممتالية منذ بدايته في 22 من شهر فيفري المنصرم جد كافية وتسمح بقراءة المشهد بشكل معقول جدا اذ من غير الممكن ان تحمل الأحداث القادمة تطورات جديدة أو مفاجئة.
كما أوضح صاحب المؤلف أن الكتابة عن الحراك اليوم تعطي نوعا من الأريحية، إذا ما تجنبنا الكتابة التي تعتمد على الدلالات السياسية والحدث السياسي بقدر الاعتماد على التحليل الإجتماعي، حيث قال إن منطلق كتابته كانت من منطلق السياق، معتبرا أن تغير السياق صعب، لكن تجدد الأحداث السياسية أمر سهل في تصوّره.
وأضاف نور الدين بكيس أن كتابه ارتكز على ست فصول، كان أوّلها البيئة المنتجة للحراك في كل من الشق: السياسي والإقصادي والاجتماعي، ثم انتقل في الفصل الثاني إلى نقطة الانفجار بالشرح والتفصيل والتحليل للحظة وكل ما رافقها ليتناول ردود الأفعال من الانفجار خاصة تحليل ردود الأفعال السياسية فيما خصص الفصل الرابع للحديث واستعراض نقاط القوة التي يرتكز عليها الحراك وفي الفصل الخامس، قدم نقاط الضعف وفي الفصل الأخير ضمّنه الرهانات والتحديات التي تعترض الحراك، مقدما 16 نقطة اعتبرها محورية لإتخاذ القرار المناسب من الحراك.
عن تجرّد الكاتب من ذاته والكتابة بموضوعية عن الحراك قال الكاتب، إن القارئ هو من يستطيع أن يحكم، لكنه حاول أن يتجرّد من الظاهرة، وهذا كان واضحا من خلال رصده لـ 20 نقطة قوّة للحراك و19 نقطة ضعف.