كتاب يعرف بتراث الجزائر في العصر الحديـــــــث
صدر كتاب للأستاذ عمار بوحوش بجامعة الجزائر 03، وأحد الطلبة الجزائريين بالولايات المتحدة الأمريكية إبان الثورة بعنوان: «من قرية «أزيار» بالميلية إلى جامعة ميزوري الأمريكية»، يتناول المسار الأكاديمي للأستاذ، ابتداء من مدرسة محمد خطاب بالميلية سنة 1950 ثم أدائه الواجب الوطني، منذ 1970 مرورا بالرئاسة والتفرغ للتعليم العالي خلال الفترة 1970-2018، كما يتحدث عن المحن والشدائد التي مر بها إبان الإحتلال الفرنسي والانتصارات الباهرة على الظلم الإستعماري.
أوضح الدكتور بوحوش أن من يقرأ هذا الكتاب سيعرف فلسفته في الحياة، وهي تساؤله الدائم ماذا قدم لوطنه وليس ماذا استفاد منه، مشيدا بجبهة التحرير الوطني التي جندته ومكنته من الإلتحاق بجيش التحرير الوطني الجزائري، وإعادته إلى مزاولة الدراسة عام 1957 وتوفير المنح للجنود الصغار الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة، قائلا: «أنا واحد من الذين ناضلوا وجاهدوا في سبيل تحرير الوطن تحت قيادة جبهة التحرير الوطني، ومثلما خدمناها نحن الشباب فقد خدمتنا وأرسلتنا إلى الخارج لمواصلة الدراسة»، مضيفا أنهم كانوا سفراء الجزائر وجنودها الذين كانوا يتواصلون مع شبان البلدان التي كانوا يدرسون بها، وتمكنوا من الحصول على شهادات عليا من جامعات راقية ليعود لخدمة الجزائر.
يضم الكتاب سبعة فصول فالجزء الأول فيه تعريف بمنطقة الميلية وأهم القبائل ومقاومتهم للإحتلال الفرنسي، وقائمة بأسماء عائلات دوار تمنجر وشهداء منطقة «أزيار» في ثورة التحرير 1954-1962، وقائمة بشهداء مجزرة بولكفوف في 19 أوت 1956، أما الفصل الثاني يتناول بدايته الصعبة بقريته والتغيرات المفاجئة في حياته بعد إندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، ورؤيته للمحاكمة العلنية لأعداء ثورة التحرير المتعاونين مع فرنسا في قريته.
في هذا الفصل، تحدث عن إنشاء فرع الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بالكويت، أما الفصل الثالث فتناول بإلتحاقه كطالب بنيويورك لخدمة الثورة ومواصلة الدراسة الجامعية، ليكونوا إطارات الدولة الجزائرية المستقلة عاجلا وقد شدد عليهم أيت شعلال بالتحلي بروح المسؤولية الوطنية والإحتكاك بالطلبة الأمريكيين والتعريف بالثورة الجزائرية في الجامعات الأمريكية، فقد كانوا سفراء للجزائر في الجامعات التي يدرسون بها. مشيرا في هذا الفصل إلى المؤتمر الثاني لفرع إتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين والطلبة العرب في الولايات المتحدة الأمريكية المجندين لخدمة الثورة الجزائرية، وقائمة بأسماء الطلبة.
الفصل الرابع تناول معاناته في الدراسة وصعوبة التأقلم مع البيئة الأمريكية، ومواصلة الدراسات العليا بدون منحة دراسية، والسفر إلى باريس للقيام بدراسة ميدانية وعودته إلى الجزائر، بحيث تلقى عرضا من المنظمة العربية للعلوم الإدارية عام 1980 لتولي منصب كبير الخبراء بالمنظمة لغاية أوت 1982 ليعود إلى التدريس في قسم العلوم الإدارية بالجامعة الأردنية بعمان.
تطرق في الفصل الخامس إلى شخصيات مسعود زقار أهم الشخصيات التي تعرف عليها وأعجب بها، كونه من الركائز الأساسية التي إعتمد عليها رجل المخابرات الجزائرية، عبد الحفيظ بوصوف، والدكتور ناصر الدين سعيدوني الذي اشتهر بكتاباته الشيقة عن العثمانيين وعن دورهم في الجزائر سلبا وإيجابا، وأبو العيد دودو والشهيد أحمد دودو.
أما الفصل السادس، يتحدث عن الأبحاث والدراسات الجامعية ذات قيمة علمية وأزمة البحث العلمي في الجزائر، في حين تناول الفصل السابع الأطروحات والرسائل الجامعية التي أشرف عليها، وقائمة بأسماء الطلبة الذين أشرف عليهم في الماجستير و الدكتوراه.
الكتاب عبارة عن سجل للأحداث التي وقعت في حياة المؤلف وعانى منها وتغلب عليها، قائلا: «هذا الكتاب يفيد الطلبة الذين درستهم ويفيد سكان قرية أزيار لأنه يضم أسماء العائلات هناك، ويعرف بعلمائها في الماضي والحاضر مثل الشيخ حماني، أبو العيد دودو، يخلد علماء معهد عبد الحميد بن باديس والجزائر»، مضيفا أنه كتاب مهم لمن يريد التعرف على تراث الجزائر في العصر الحديث.
للإشارة فقد ضم الكتاب صورا للمؤلف وعائلته وزملائه المؤرخين وشهادات تكريم وتقدير تحصل عليها من طرف رئيس الجمهورية الراحل الشاذلي بن جديد، وتكريم من طرف جامعة الجزائر 03 بمناسبة الذكرى 60 لإندلاع ثورة التحرير ومن طرف منتدى جريدة «الشعب» سنة 2009، ووثائق أخرى ذات أبعاد تاريخية. وخلص في كتابه القول أنه لولا الإرادة الحديدية لجيل نوفمبر لما كان في الإمكان أن ينعم الجيل الجديد بالحرية والإستقلال.