كتّابنا يفضّلون النّشر بفرنسا وصحوة على تشجيع الإصدار المحلي
تحضّر السينغال ضيف شرف الطبعة 24 الصالون الدولي للكتاب بوفد متكون من 25 مثقفا يرأسه وزير الثقافة والاتصال السينغالي، ويضم جامعيّين، كتّابا، ناشرين وموسيقيين على آلة الكورا الشهيرة، قدموا إلى الجزائر، حسب الناشر عبد الله ديالو حاملين معهم البعض من أدب وثقافة وتراث «شعب الترانغا» أي أرض الضيافة.
كشف الناشر عبد الله ديالو الذي كان ضيف جناح «الشعب» في أول يوم من سيلا 2019، «أن بلده يشارك بـ 400 عنوان لـ 350 كاتب،تتنوع بين الرواية والديوان الشعري والتحليل السوسيولوجي والتاريخ وكتب الشباب، وكذا بعض العناوين باللغة العربية».
كما تحدّث عن صناعة الكتاب في بلده، يقول ديالو: «حظينا بدعم الحكومة التي أسست لذلك مديرية للكتاب والمطالعة على مستوى وزارة الثقافة والاتصال، لكن يبقى الدعم المالي السنوي المقدم والمقدر بـ 800 ألف يورو قليل جدا، مقارنة بمشاريع النشر والإصدار وطموحات الكتاب الذين يريدون النشر محليا»، مع العلم يضيف أن «الكثير من المبدعين يفضّلون نشر أعمالهم في فرنسا لكن هناك صحوة مؤخرا على تشجيع الإصدار محليا».
وفي سياق متصل، أشار ديالو إلى أنّ التوزيع يشكل عائقا حقيقيا في وجه الكتابة والإصدار في بلده، مضيفا أنه وبالرغم من وجود العديد من المكتبات وباعة الكتب على الرصيف أو الباعة المتجولين، إلا أن توزيع الكتاب يبقى محصورا بقوة في محافظة دكار دون المناطق الأخرى من البلاد.
هناك أيضا وكالة لتوزيع الصّحف تساعد على نقل الكتاب خارج دكار
كشف ضيف جناح «الشعب»، أن مجال النشر في السينغال يفتقر إلى تكوين للناشرين وفقا للمعايير المهنية، فعندما يقول: «كم هائل من الناشرين لكن غالبيتهم.يفتقرون إلى الاحترافية المطلوبة، لكن يعود هذا إلى كون الصحافة المكتوبة لا تترك فسحة كبيرة للكتاب، عندنا الكثير من الصحف والمحطات الإذاعية والبعض من القنوات التليفزيونية».
وأشار في هذا السياق ذاته الى كون المجتمع يهتم بكثرة بالتحقيقات السياسية التي تتناول مواضيع الحكومة الحالية، والتي قد تثير نقاشات مساندة أو معارضة للحكومة الحالية قد تكون في أغلب الأحيان أكثر من أسبوع، الأمر الذي، يجعلني أجزم أن الكتب التي تتناول السياسة هي التي تلقى الرواج الاكبر في بلادي».
ويرى ديالوا أن المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، هو صالون معروف عالميا ويأتي في المرتبة الثانية بعد صالون فرانكفورت من حيث الإقبال والأهمية والاحترافية، وهذا ـ يضيف ـ ليس من باب الصدفة بل هو نتيجة مجهودات وسر وخبرة نتوق لمعرفتها، وأشاد الناشر بجود وكرم الشعب الجزائري، الذي يكن شغفا واحتراما للكتاب والذي تفوّق بحسن ضيافته واستقباله لنا على شعب تيرانغا المضياف.