«أحكيلي الأوراس» إصدار جديد مدعّم بصور تحاكي جمال الطبيعة وتنوّع وثراء الموروث الثقافي المادي واللامادي لمنطقة الأوراس لمؤلفه الكاتب والصحفي رشيد حماتو.
الإصدار هو التجربة الأولى للكاتب والصحفي رشيد حماتو، ابن ولاية باتنة، وهو ثمرة رحلة 20 سنة من البحث والتنقيب على ما تزخر به منطقة الأوراس، على حد تعبير الكاتب الذي أضاف أن التجربة هي أيضا تجسيد حقيقي لتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية التي رافقته في نشر عمله بالتنسيق مع دار النشر «قرفي» بباتنة، بغية وضعه تحت تصرف الجمهور الجزائري لاكتشاف جمال الأوراس والتعرف على العادات والتقاليد.
يضم الكتاب على مدار 128 صفحة إسهامات عدد من الباحثين في الموروث الثقافي لمنطقة الأوراس (تبسة، باتنة، سوق أهراس، خنشلة وأم البواقي)، من بينهم نصيرة بلولة الحائزة على جائزة كاتب ياسين وعبد الحميد بوعصيدة متحصل على جائزة مالك حداد وياسمين بن دعاس مختصة في التاريخ الأنثربولوجي والمقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية ومعمر فراجي صحفي ومؤسس جريدة «مساء الجزائر» وعبد الكريم غزالي صحفي بجريدة «لاتريبون».
ويحتوي أيضا على حوالي 200 صورة حقيقية، تروي مشاعر متداخلة عن الحب والصراخ والألم والأمل والحنين بهدف تسليط الضوء على تاريخ وحضارة منطقة الأوراس، على حد تعبير المؤلف.
ويتناول رشيد حماتو والمساهمين معه في هذا العمل عدة مهن وحرف تقليدية آيلة للزوال، على غرار المطحنة التقليدية الحجرية التي تستعمل في طحن القمح وعصر زيت الزيتون بالطريقة التقليدية وصناعة الزربية النموشية بألوانها ورموزها التي يحمل كل منها معنى ودلالة وغيرها.
وعن مشاريعه المستقبلية، كشف الكاتب عن شروعه في التحضير لمؤلف جديد حول «الزربية النموشية» بمنطقة خنشلة، والمناطق المجاورة لها سيستقرئ من خلاله تاريخ هذا الإرث الثقافي المادي، وآليات الحفاظ عليه خاصة وأنها تحصّلت (الزربية النومشية) على الجائزة الأولى دوليا سنة 1948، وذلك على حساب الزربية الإيرانية والأذربيجانية.
من جهته، أكّد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، الذي حضر بالمناسبة أنّ كتاب «أحكيلي الأوراس» سيكون حاضرا خلال فعاليات الطبعة القادمة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب المزمع تنظيمه نهاية أكتوبر المقبل، إلى جانب 19 عنوانا آخرا تمثل إصدارات جديدة أشرفت عليها المحافظة السامية للأمازيغية تضاف إلى 30 عنوانا تم إصداره سابقا.
وقد تم تقديم الكتاب للجمهور لأول مرة، أول أمس، بتبسة على هامش فعاليات الملتقى الدولي حول «مقاومة المرأة في شمال إفريقيا من التاريخ القديم إلى القرن التاسع عشر الميلادي».