أساتذة وباحثون في اللقاء الأسبوعي (90) بمتحف المجاهد

جدلية التاريخ والحداثة ليست لعبة صفرية

أمين بلعمري

شكلّت، أمس، جدلية الحداثة والذاكرة محور نقاش اللقاء الأسبوعي (90) للذاكرة المنعقد في إطار اللقاء الوطني لأنصار الذاكرة، أصدقاء المتحف الوطني للمجاهد الذي احتضن هذا النشاط بمقره الكائن بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة.
هذا واستهل اللقاء، الذي ينعقد تحت رعاية وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، بكلمة ترحيبية لمدير المتحف المجاهد، مصطفى بيطام، تلاها ترتيل آيات بيّنات من الذكر الحكيم وبعد الاستماع إلى النشيد الوطني، دعا بيطام الأساتذة المتدخلين إلى المنصة وهم على التوالي، الوزيرة السابقة، زهور ونيسي والأساتذة، أحمد ميزاب، أحمد علوان، عيسى عقون وأمين بلعمري ورغم اختلاف وجهات النظر وتباين زوايا معالجة الموضوع، غير أن الجميع اتفقوا على أن الحداثة لا يمكن أن تكون مرادفا لمحو الهوية والتاريخ وليست التقليد الأعمى للغرب من خلال الاعتقاد أن النمط الغربي، نموذج جاهز يمكن أخذه «المفاتيح في اليد» وإسقاطه على مجتمعات تختلف عنه تماما وفي كل شيء؟، كما أعاب المتدخلون على ما يذهب إليه بعض الحداثيين الذين يعزون سبب تخلفنا إلى التشبث بعاداتنا وتقاليدنا، اعتقادا منهم أنها تشكّل عائقا أمام تقدمنا وازدهارنا؟ كما لم يفوّتوا الفرصة للحديث عن الوضع في الجزائر والنداءات المتزيدة لإحداث القطيعة مع المشروعية الثورية في إدارة شؤون البلاد وشرعنة نظام الحكم ولكن هذا لا يعني ولا يمكن - بحسبهم - أن يتم توظيفه لإحداث قطيعة مع تاريخ الجزائر وثورة أول نوفمبر المجيدة بحجة هذا التوظيف السياسي؟ وفي هذا الصدد أجمع المتدخلون على أن الوقت قد حان للانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الشعبية وكذا العمل الجدي على فسح الطريق أمام الشباب للمشاركة في تسيير الشأن العام.
أما بخصوص تاريخ الثورة دعا كل المتدخلين إلى ضرورة الإسراع في تدوين شهادات المجاهدين وتقييدها لتوثيق أحداث ومآثر ثورة أول نوفمبر وحمايتها من الروايات المغلوطة والمسمومة خاصة وأنه تطالعنا من هنا وهناك روايات لم نسمع عنها من قبل مثل ما حدث مع الشهيد علي لابوانت الذي درسنا وتعلمنا جميعا على أنه استشهد بالقصبة العام 1957 وهي رواية تكاد تكون من المسلمات وإذا بنا نتفاجأ بما أطلعتنا عليه مواقع التواصل وشاشات التلفزيون على وجود شخص يدّعي بأنه ابن علي لابوانت الذي توفي حسبه نهاية الثمانينات؟.
النقاش الذي أعقب المداخلات والذي شارك فيه مجاهدون، ناشطون سياسيون، أساتذة جامعيون وممثلو المجتمع المدني وعدد معتبر من الطلبة، صب كله على ضرورة التوفيق بين التاريخ والحداثة، لأن العلاقة بينهما تكاملية وليست علاقات صراع واستقطاب إلا عند أولئك الذين يعتقدون أن جدلية الحداثة والتاريخ هي لعبة صفرية؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024